كشفت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، أن إيران سترسل وفداً اقتصادياً كبيراً إلى الإمارات في شهر فبراير/شباط المقبل، في زيارة تأتي على خلفية شن جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران هجمات على الإمارات.
إذ أوضحت الصحيفة أن وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني، رضا فاطمي أمين، سيزور دولة الإمارات على رأس وفد اقتصادي اعتباراً من السادس من فبراير/شباط.
الصحيفة ذاتها لفتت إلى أن الزيارة ستستغرق ثلاثة أيام، وسيلتقي خلالها الوزير الإيراني أيضاً مسؤولين في الحكومة الإماراتية وقيادات القطاع الخاص؛ لبحث العلاقات الاقتصادية والتجارية.
فيما تم تنظيم تلك الزيارة في إطار خطط الحكومة الإيرانية لتطوير الدبلوماسية الاقتصادية والتجارية مع دول في المنطقة، لا سيما جيران إيران الجنوبيين.
كذلك، سينظم الوفد الإيراني زيارة لمعرض "إكسبو 2020 دبي"، وسيحضر اجتماعاً مع رجال الأعمال الإيرانيين النشطين في السوق الإماراتي.
بينما لم تردّ حكومة الإمارات، على الفور، على طلب وكالة رويترز التعليق على التقرير.
ثالث هجوم حوثي على الإمارات
في حين يتزامن إعلان الزيارة مع ثالث هجوم صاروخي على الإمارات شنته جماعة الحوثي، التي تقاتل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والذي يضم الإمارات.
كما أن الوفد التجاري الإيراني رفيع المستوى سيتوجه إلى سلطنة عمان خلال الأسبوع المقبل، وذلك عقب الانتهاء من زيارة الإمارات.
خلال هذه الزيارة، سيحضر رضا فاطمي أمين اجتماعاً للجنة الإيرانية-العمانية المشتركة، حيث سيلتقي مسؤولين سياسيين وحكوميين ومن القطاع الخاص في عمان.
تهدئة التوتر
يشار إلى أن طهران وأبوظبي حاولتا تهدئة التوتر وتعزيز التجارة الثنائية، وذلك على الرغم من استمرار دعم إيران للحوثيين.
كان علي باقري، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، قد صرح خلال شهر نوفمبر/تشرين الأول 2021، بأن بلاده اتفقت مع الإمارات على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وذلك عقب لقائه مع أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، ووزير الدولة خليفة شاهين المرر.
في حين التقى مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان، في ديسمبر/كانون الأول، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيره علي شمخاني، بطهران، في زيارة "نادرة"، بناءً على دعوة وجهها الأخير للمسؤول الإماراتي.
آنذاك، أعرب طحنون بن زايد عن أمله في أن تكون الزيارة "نقطة تحول" في العلاقات الإيرانية الإماراتية.
يُذكر أن الإمارات كانت أحد الروابط الرئيسية لإيران مع العالم الخارجي، لكن إعادة فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للعقوبات في عام 2018 على طهران قلصت نصف التجارة الثنائية إلى سبعة مليارات دولار عام 2019، بحسب بيانات البنك الدولي.
كانت الإمارات قد بدأت في 2019 التواصل مع إيران، في أعقاب هجمات على ناقلات نفط في منطقة الخليج وعلى منشآت نفطية سعودية، وفي أبريل/نيسان 2021 بدأت السعودية محادثات مباشرة مع إيران وصفتها الرياض بأنها ودية لكنها استكشافية إلى حد كبير.