قال قادة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022، إنهم على وشك الموافقة على أشد عقوبات ممكنة على روسيا، أو ما وصفه مشرعو اللجنة بـ"أم العقوبات كلها".
صحيفة The Guardian البريطانية أوضحت أن المشرعين في مجلس الشيوخ الأمريكي أنذروا بأنه لن تكون هناك تهدئة ما دام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفكر في غزو أوكرانيا.
في معرض التدليل على دواعي عدم التهاون مع الرئيس الروسي، استشهد بوب مينينديز، الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية، باتفاقية عام 1938 التي تنازل الحلفاء فيها عن أجزاء من تشيكوسلوفاكيا لهتلر، معتقدين أن ذلك سيمنع اندلاع الحرب.
توافق داخل مجلس الشيوخ الأمريكي
قال مينينديز: "لن يتوقف بوتين ما دام يعرف أن الغرب لن يرد. لقد رأينا ما فعله في عام 2008 في جورجيا. ورأينا ما فعله في عام 2014 من أجل ضم جزيرة القرم الأوكرانية. فهو لن يتوقف".
كما أشار مينينديز إلى اعتقاده بأن المفاوضات بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي، لفرض عقوبات صارمة على روسيا "تسير جنباً إلى جنب"، وإن شابها بعض الخلافات مع الجمهوريين حول ما إذا كان ينبغي فرض التدابير قبل الغزو الروسي أم بعده.
في غضون ذلك، قال جون كيربي، السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، لبرنامج Fox News Sunday: "بوتين لديه كثير من الخيارات المتاحة إذا كان يريد غزواً أوسع نطاقاً لأوكرانيا، ويمكنه تنفيذ بعض هذه الخيارات في وقت قريب. وبصراحة، فإن هذا قد يحدث حقاً، وفي أي وقت".
عقوبات شديدة على روسيا
أما مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، فقد أراد إظهار العزم القائم لدى الحزبين بشأن الأمر، وأجرى مقابلة مشتركة مع جيمس ريش، زميله الجمهوري البارز في اللجنة، وقال خلالها: "الحزبان يجمعهما عزم غير مسبوق على تكبيد روسيا عواقب وخيمة إذا أقدمت على الغزو، بل وبعض الآراء تذهب إلى معاقبتها مقدماً على ما ارتكبته بالفعل".
أضاف مينينديز: "نحن نبني على مشروع العقوبات الذي صاغه السيناتور ريش مستقلاً، والمشروع الذي صغته أنا أيضاً، والذي وصفته بأم العقوبات".
تشمل هذه العقوبات حسب مينينديز مجموعة متنوعة من البنود، منها عقوبات شديدة ضد البنوك الروسية البارزة، "وتقطيع أوصال اقتصادها، وعقوبات على شراء ديونها السيادية [ومن ثم حرمان روسيا من التمويل اللازم لتنمية اقتصادها]. إنها عقوبات تتجاوز في شدتها أي عقوبات فرضناها من قبل".
بينما قال ريش إن المحادثات كانت "عملاً مستمراً على مدار 24 ساعة في اليوم خلال الأيام العديدة الماضية"، في محاولة للتوصل إلى اتفاق في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن توقيت العقوبات ومحتواها، وأنا متفائل بشأن ما توصلنا إليه.
فرض عقوبات قبل "غزو أوكرانيا"
جادل مينينديز بأن الحلفاء الغربيين لا ينبغي لهم الانتظار إلى أن يقدم بوتين على غزو أوكرانيا حتى يفرضوا عليه عقوبات. وقال: "هناك عقوبات يمكن فرضها مقدماً بسبب ما ارتكبته روسيا بالفعل، مثل الهجمات الإلكترونية على أوكرانيا، وعمليات التمويه الكاذبة (false flag) بشنِّ الحرب، والمساعي التي تبذلها روسيا لتقويض الحكومة الأوكرانية داخلياً".
لكن مينينديز أشار إلى أن العقوبات المدمرة التي ستسحق الاقتصاد الروسي في نهاية المطاف، والمساعدات الفتاكة المستمرة التي سترسلها الولايات المتحدة إلى روسيا، على حد تعبيره، ستُجبر بوتين على التفكير في فداحة الثمن الذي سيدفعه من دماء الروس إذا أقدم على غزو أوكرانيا.
كما قال مينينديز: "العقوبات الشديدة التي نتحدث عنها ستأتي لاحقاً إذا غزا أوكرانيا، لكننا سنفرض بعض العقوبات مقدماً بسبب ما ارتُكب بالفعل، وسنرسل إلى أوكرانيا المساعدات الأمريكية الفتاكة في كل الأحوال".