تسود مخاوف بين المغتربين الذين يعيشون في أبوظبي، بسبب الهجمات التي بدأ الحوثيون يشنونها على المدينة، وبات بعضهم يخشى من أن يكون قادم الأيام أسوأ، مع عزم الحوثيين على مواصلة ضرب المدينة، لا سيما أنهم استهدفوها خلال زيارة رئيس إسرائيل للمدينة.
من بين هؤلاء المغتربين، دين ويليامز الذي يعيش في أبوظبي مع زوجته منذ ما يقرب من 12 عاماً، لكن في تلك اللحظة التي استيقظ فيها على صوت الانفجارات في الساعة 4:20 صباحاً، ومع اهتزاز المبنى، بدأ يتساءل عما إذا كانوا لا يزالون يعيشون بأمان في العاصمة الإماراتية.
يقول ويليامز: "ذهبت إلى نافذة غرفتي لأبحث عبر المطار في الأفق عن أي علامات لحريق مشتعل، لكنني رأيت شيئاً يشبه الألعاب النارية يحلِّق وسط السحب، وشيئاً مماثلاً يسقط"، وفقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022.
عادة ما تحتل أبوظبي مكاناً متقدماً في تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي لأكثر البلدان أماناً في العالم، لكن سكان المدينة استحوذ عليهم التوتر بعد الهجمات الأخيرة، ولطالما هدد الحوثيون باستهداف المراكز السياحية والتجارية في الإمارات.
يعيش في مدينة أبوظبي أكثر من 120 ألف مغترب بريطاني، ولطالما بدت لهم الحرب في اليمن شديدة البعد، أمَّا الآن، فإن الأنقاض المتناثرة في شوارع أبوظبي باتت تذكيراً مؤلماً بوقائع الهجوم الذي حلَّ بالمدينة الخليجية.
يرى ويليامز بعد الهجمات الأخيرة على أبوظبي، أنهم كمغتربين بدأوا يشعرون أنهم على صلة بالحرب الدائرة باليمن.
كانت وزارة الخارجية البريطانية قد رفعت مستوى التهديد بأبوظبي، وطالبت المواطنين البريطانيين بأن يتوخوا الحيطة، كما حذرت من احتمال وقوع هجمات إرهابية أخرى "على الأرجح".
على النحو نفسه، أوصت أمريكا الخميس 27 يناير/كانون الثاني 2022 مواطنيها بتجنب السفر إلى الإمارات، التي تقع حالياً في المستوى الرابع من تصنيف التهديد الذي يتضمن التوصية بـ"عدم السفر إليها".
إدوارد رينولدز، وهو مغترب أيرلندي يعيش في أبوظبي منذ سبع سنوات، يقول إنه لم يسبق أن شعر بالخطر في المدينة حتى الأسبوع الماضي، وأضاف أن "الوضع مخيف حقاً على أقل تقدير. فأنا لم أعش قط في أي مكان يعترض فيه الجيش صاروخين فوق رؤوسنا، وحتى في أيرلندا، كنت أعيش على بعد ساعة من الحدود خلال الاضطرابات".
مع ذلك، يعتقد رينولدز أن كثيراً من المغتربين في الإمارات -حيث الأجانب هم نحو 80% من مجموع السكان- لا يزالون غير مدركين لخطورة الوضع، وقال إن "معظم الناس هنا غافلون عن حقيقة أن الإمارات مشاركة في حرب مع اليمن، حتى إن معظم الناس إذا سألتهم لن يتمكنوا من تحديد موقع اليمن على الخريطة".
رغم ذلك، فإن بعض المغتربين الآخرين يرون أن أنظمة الدفاع الإماراتية تمتلك قوة كافية بحيث لم يتسرب إليهم أي خوف من التصعيد الأخير.
جون هانتر، الذي يعيش في الإمارات منذ 12 عاماً ويعمل في صناعة النفط والغاز، وهو القطاع الذي يُعتقد أنه هدف رئيسي لهجمات الحوثيين، قال إن الهجمات لم تزعجه ولو قليلاً، وأضاف أنه "واحد من كثيرين استيقظوا على ضجيج الهجمات"، لكن "يؤمن بأن الإمارات تمتلك واحداً من أفضل أنظمة الدفاع في العالم".
كانت قوات الدفاع الجوي قد اعترضت يوم الإثنين 24 يناير/كانون 2022، صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون باتجاه أبوظبي، وقالوا إن الهدف كان قاعدة الظفرة الجوية الإماراتية.
أشار الحوثيون أيضاً إلى أنهم استهدفوا أيضاً دبي، ثاني مدن الإمارات ومركز السياحة الرئيسي، وجاء هذا الهجوم بعد أيام فحسب من استهداف الحوثيين منشأة لتخزين النفط بالقرب من أبوظبي الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 3 عمال، هنديين وباكستاني.
كذلك قالت الإمارات، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022 إنها اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته جماعة الحوثي أثناء أول زيارة يقوم بها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ للبلاد.