قالت رويترز، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، إن قطر تريد عقوداً طويلة الأمد مع أوروبا، وليس فقط مجموعة من "المشتريات الفورية" لحل الأزمة التي يخشاها الاتحاد إن أقدمت روسيا على قطع إمداداتها من الغاز، في ظل التوترات القائمة على الحدود مع أوكرانيا.
بحسب رويترز، فإن قطر وضعت طلباً آخر من الاتحاد الأوروبي يتمثل باتخاذ إجراءات للحد من نظام السوق الحرة الذي يسمح بإعادة بيع الغاز القطري لدول خارج التكتل بأسعار مرتفعة، وهو ما عانت منه الدوحة في مرات سابقة.
ويجري بحث الإمدادات الطارئة المحتملة لأوروبا في محادثات بواشنطن بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر والرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظل مخاوف من إقدام روسيا على قطع إمداداتها من الغاز إلى أوروبا مع توتر الحدود مع أوكرانيا وبوادر اندلاع حرب لن يكون الاتحاد في معزل عنها.
مصدر مطلع قال إن قطر تريد الدخول مع الاتحاد الأوروبي في عقود طويلة الأجل، بدلاً من اللجوء إلى مزيد من المشتريات الفورية المكلفة أو البحث عن حلول قصيرة الأجل للأزمة.
وتختلف التوجهات بين بروكسل والدوحة، حيث تقول المفوضية الأوروبية من جانبها، إن العقود القطرية طويلة الأجل ربما تمنع التدفق الحر للغاز في أوروبا، بينما تعتقد الدوحة أنها تعزز أمن الإمدادات.
بحسب رويترز، فإن المناقشات بين الاتحاد الأوروبي والموردين الرئيسيين ومنهم الآن قطر، تمس جوهر قواعد تحرير سوق الغاز الأوروبية.
حيث يرى الاتحاد الأوروبي أن تجارة الغاز الحرة تماماً ضرورية لأمن الطاقة، لكن كبار المنتجين وبعض مستهلكي للغاز يرون أن الإصلاحات التي جرت في العقدين الماضيين كانت كثيراً ما تثير الاضطرابات وتقود إلى رفع الأسعار.
إعادة بيع الغاز القطري
كما أكد المصدر أن الدوحة تريد ضمانات من الاتحاد الأوروبي بألا تحوِّل الدول الأعضاء أي فائض من إمدادات الغاز الطبيعي المسال القطري إلى خارج الاتحاد.
وقالت ثلاثة مصادر قطرية وأوروبية في صناعة الغاز، إن التجار في بعض دول الاتحاد الأوروبي يعيدون بيع الغاز القطري خارج الاتحاد منذ أن بدأت الأسعار في الارتفاع، العام الماضي.
وهذا ما يُقلق الدوحة، حيث سيؤدي تدفق شحنات طارئة إلى أوروبا إلى رفع الأسعار بشكل أكبر وبالتبعية إلى اندلاع حرب أسعار، حيث ستشتعل المنافسة بين المشترين الآسيويين؛ لجذب الشحنات.
ويجري تداول أسعار الغاز العالمية أعلى بسبع مرات من مؤشر الغاز القياسي في الولايات المتحدة، حيث صعدت العقود الآجلة الأوروبية إلى أكثر من 30 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة مع أربعة دولارات فقط في الولايات المتحدة.
إلا أن المصدر أشار إلى أن "إمدادات قطر لن تكون مشروطة بهذه المطالب"، لكنها ترى أنه يتعين معالجة هذه الأمور؛ لضمان حلول طويلة الأجل وقصيرة الأجل لأزمة الغاز الطبيعي المسال الأوروبية".
وقال المصدر وشخص آخر على علم بالمشاورات، إن الدوحة لم توجه بعدُ طلباً بتحويل الشحنات. وقالت المفوضية الأوروبية، اليوم الإثنين، إنها لن تعلِّق على تفاصيل المناقشات مع شركائها الدوليين بشأن إمدادات الغاز.
الأزمة مع روسيا
يأتي ذلك في الوقت الذي عبَّرت فيه الولايات المتحدة عن قلقها من أن روسيا ربما تحضّر لغزو أوكرانيا، وطلبت في الأسابيع الأخيرة من قطر ومنتجين رئيسيين آخرين للغاز دراسة ما إذا كان بإمكانهم توريد غاز إضافي لأوروبا إذا تعطلت إمدادات روسيا.
وتنفي موسكو، التي حشدت قواتٍ قوامها نحو 120 ألف جندي على الحدود مع جارتها، أي خطط لديها لغزو أوكرانيا وتتهم الغرب بتصعيد التوتر.
وتورّد روسيا نحو ثلث احتياجات أوروبا من الغاز، وأي تعطُّل من شأنه مفاقمة أزمة طاقة قائمة بالفعل نتجت عن نقص عالمي في إمدادات النفط والغاز.