أطلقت كوريا الشمالية، الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022، أقوى صاروخ لها منذ عام 2017، بحسب ما أعلنته كوريا الجنوبية، التي تعتقد أن بيونغ يانغ قد تنفذ قريباً تهديدها باستئناف تجاربها النووية، أو إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
يُعد هذا الاختبار هو السابع الذي تجريه بيونغ يانغ منذ بداية العام، وآخر مرة أجرت كوريا الشمالية عدداً كبيراً من التجارب خلال مدة زمنية قصيرة، كانت في عام 2019 بعد انهيار المحادثات بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية قالت إنها رصدت، فجر الأحد، إطلاق "صاروخ باليستي متوسط المدى بزاوية عالية باتجاه الشرق"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أُطلق الصاروخ من مقاطعة جاغانغ الشمالية، أي مِن حيث كانت كوريا الشمالية قد أطلقت أيضاً ما تزعم أنها صواريخ فرط صوتية، وأشارت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إلى أن الصاروخ قطع مسافة 800 كيلومتر في 30 دقيقة، وحلّق على ارتفاع ألفي كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان.
من جانبها، قالت اليابان إن الأمر يتعلق بصاروخ متوسط أو طويل المدى، وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو، إن طوكيو "احتجت بشدة على كوريا الشمالية"، متهمةً إياها "بتهديد أمن اليابان وسِلمها" بهذه الاختبارات.
بعد إطلاق الصاروخ، قالت كوريا الجنوبية إن جارتها الشمالية تتبع "مساراً مشابهاً" لمسار عام 2017، عندما كانت التوترات في ذروتها بشبه الجزيرة الكورية.
كذلك، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، في بيان، أن بيونغ يانغ "تقترب من خرق الوقف الاختياري الذي فرضته على نفسها"، والذي علّقت بموجبه التجارب النووية والصواريخ البالستية العابرة للقارات.
بدورها رأت سو كيم، المحللة في مؤسسة "راند"، أن كوريا الشمالية "تسرّع تدريجياً" الآن اختبار أسلحتها، واعتبرت أن "كيم كبحَ شهيته" في ما يتعلق بـ"الاختبارات والاستفزاز"، مضيفةً: "الوقت حان الآن، وعمليات الإطلاق الصاروخية المتكررة تُضيف مشكلة أخرى إلى لائحة ضخمة بالفعل من التحديات الدولية التي تواجه واشنطن".
أما ليف إيسلي، الأستاذ في جامعة إيها، فرأى أن "نظام كيم يستمع لما يقال في الخارج عن ضعفه الداخلي". وأضاف: "وبالتالي فهو يريد أن يذكّر واشنطن وسيول بأن أي محاولة لإطاحته ستكون مكلفة جداً".
كانت كوريا الشمالية ومنذ بداية العام، قد شرعت في سلسلة جديدة من الاختبارات، شملت صواريخ فرط صوتية، وذلك في أعقاب خطاب ألقاه كيم في ديسمبر/كانون الأول 2021، جدّد فيه التزامه تحديث الجيش.
قبل هذه التجربة الصاروخية الجديدة، نشرت وكالة الأنباء الرسميّة الكوريّة الشماليّة، الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022، صوراً لكيم خلال زيارته مصنعاً للذخيرة، بعد أسبوع على تهديد بيونغ يانغ باستئناف تجاربها للصواريخ النووية والباليستية الطويلة المدى التي علّقتها منذ 2007.
أثارت هذه السلسلة من الاختبارات المحظورة إدانة عالمية واستدعت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة رداً على ذلك، ما أثار غضب كوريا الشمالية.
ويأتي هذا في مرحلة حساسة تشهدها المنطقة، إذ تستضيف الصين، الحليف الرئيسي الوحيد لنظام كوريا الشمالية، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير/شباط 2022، بينما تُجري كوريا الجنوبية انتخابات رئاسية في مارس/آذار المقبل.
كذلك، تستعد بيونغ يانغ للاحتفال بالذكرى الثمانين لميلاد والد كيم، الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، في فبراير/شباط المقبل، ثم الذكرى العاشرة بعد المئة لميلاد كيم إيل سونغ، الزعيم المؤسس للبلاد، في أبريل/نيسان المقبل.