قال مسؤولان إسرائيليان لموقع Axios الأمريكي إن إسرائيل تشاورت مع إدارة بايدن قبل قمة اقتصادية وتكنولوجية رفيعة المستوى عقدتها افتراضياً مع مسؤولين صينيين يوم الإثنين 24 يناير/كانون الثاني، تفادياً لإثارة غضب واشنطن.
على مدى الشهور الماضية، ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية على إسرائيل لمنعها من إطلاق العنان للاستثمارات الصينية على أراضيها، إذ زادت حدة الضغوطات الأمريكية على تل أبيب، مع بروز خلافات أمريكية – صينية بعد أزمة فيروس كورونا.
العلاقات الإسرائيلية مع بكين تقلق واشنطن
حسب الموقع الأمريكي، فإن قمة يوم الإثنين، التي كانت بقيادة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد ونائب الرئيس الصيني وانغ كيشان، جاءت في أعقاب مشاورات بخصوص الصين الشهر الماضي بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، وهي قضية حساسة بالنظر إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن الاستثمارات الصينية في إسرائيل.
خلال اجتماعات يوم الإثنين، التي ضمت ممثلين عن عدة وزارات حكومية من الجانبين، وافقت إسرائيل والصين على خطة مدتها ثلاث سنوات للتعاون في الاقتصاد والعلوم والبحث والتطوير والتكنولوجيا.
الموقع أشار أيضاً إلى أن الكثير من هذه القضايا في صميم مخاوف إدارة بايدن. إذ أعربت كل من إدارتي ترامب وبايدن عن قلقهما البالغ إزاء الاستثمارات الصينية في مشاريع بنية تحتية إسرائيلية.
بينما قال مسؤول إسرائيلي لموقع Axios إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أبلغت نظيرتها الأمريكية عن هذه القمة مقدماً "على مستوى رفيع" ولم تبدِ الولايات المتحدة أي مخاوف.
كما أكد المسؤولان الإسرائيليان أن الإسرائيليين يتفهمون مخاوف الولايات المتحدة ويريدون المتابعة بأقصى قدر من الشفافية. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب للتعليق على الفور.
يُذكر أنه في 14 ديسمبر/كانون الأول، عقدت فرق إسرائيلية وأمريكية بقيادة نواب مستشاري الأمن القومي من الجانبين محادثات واسعة النطاق عن سياسة التعامل مع الصين.
بعد أسبوع، تحدث مستشار الأمن القومي جيك سوليفان عن بعض هذه القضايا نفسها مع لبيد ورئيس الوزراء نفتالي بينيت أثناء زيارته تل أبيب.
العلاقات الصينية- الإسرائيلية
انتعشت العلاقات الاقتصادية بين بكين وتل أبيب بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة، وإضافة إلى الروابط التجارية، يعمل اللوبي الإسرائيلي أيضاً لزيادة التفاعل السياسي والثقافي بين البلدين، في حين تسعى إسرائيل لرفع استثماراتها في بكين أيضاً.
يقول سليم هان ينياكو، وهو باحث تركي بجامعة شنغهاي الصينية، إن التأثير الاجتماعي والثقافي المتزايد لإسرائيل في الصين بدأ مع تطور العلاقات التجارية، فمع دخول مؤسسات ذات أصول إسرائيلية الصين، قطعت تل أبيب الخطوة الأولى نحو علاقة سياسية أكثر حميمة مع بكين.
فقد باتت تل ابيب تمتلك قدرة على إظهار نفسها كعامل جذب للصين، وذلك بالاستفادة من الصفات التي تجعلها "أمة ناشئة" في العديد من المجالات؛ إذ تتمتع إسرائيل بمكانة عالية في السوق الصينية بفضل التكنولوجيا العالية والخدمات ذات القيمة المضافة.
بينما تعزز هذا التوجه الاقتصادي والتجاري عام 2013 وانعكس بقرارات حكومة بنيامين نتنياهو بتنسيق التعاون الاقتصادي مع الصين، في خطة تتضمن ثلاثة بنود رئيسية هي: مضاعفة حجم صادرات السلع والخدمات إلى الصين في غضون خمس سنوات، وزيادة عدد الزوار الصينيين الذين يأتون إلى تل أبيب، وتوسيع الاستثمارات المتبادلة، وساهمت هذه البنود في تشكيل سياسات الحكومة الإسرائيلية لاحقاً.
فيما كانت تل أبيب قد منحت في السنوات الأخيرة امتيازين كبيرين لشركات صينيّة في أكبر موانئ شاطئ البحر الأبيض المتوسّط – حيفا وأسدود. وهو ما يعزز الوجود الصيني المتصاعد في شرقي البحر الأبيض التوسط -مصر، اليونان وتركيا- مما يُسهم بتقوية التجارة بين الصين وأوروبا.