كشفت تسريبات من ملفات التحقيق أن المسن الفلسطيني الذي استشهد جراء الاعتداء عليه "بوحشية" من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد سُحل من سيارته، وعُصبت عيناه وقُيدت يداه، إلى أن توقفت حركته بعد احتجازه في موقع بناء.
ملخص مسرب لتحقيق إسرائيلي في وفاة المسن الأمريكي الفلسطيني عمر أسعد أكدت كذلك أن الجنود لم يطلبوا مساعدة طبية للرجل البالغ من العمر 78 عاماً، رغم وجود مسعف عسكري في الجوار، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022.
حيث قال خمسة جنود، من ضمنهم قائد سرية للمحققين إنهم "تصوروا أن أسعد استغرق في النوم ليس إلا، وأنه لم تظهر عليه أي علامات مرض".
ظنوا أنه نائم
بحسب التقرير، قال الجنود: "لم نلاحظ أي علامات ألم عليه، ولم يصرخ لطلب المساعدة"، على الرغم من أن التقرير يؤكد أن أسعد كان مكمماً ومقيّد اليدين في ذلك الوقت.
لكن شاهدين اُعتقلا في الوقت نفسه قالا للصحيفة الأمريكية إن أسعد كان فاقداً للوعي ولا يتنفس حين تركه الجنود في فناء منزل قيد الإنشاء.
وقال أحد هذين المعتقلين، ويدعى عبد الرحمن، إنه رأى جندياً بدا وكأنه يفحص حالة أسعد ثم يتشاور مع الجنود الآخرين، فيما عمد أحد الجنود بعد ذلك إلى قطع أحد الأربطة البلاستيكية التي تكبل معصمي أسعد قبل أن ينصرف جميع الجنود.
وأسعد الذي كان صاحب متجر في مدينة ميلووكي الأمريكية، كان مصاباً بمرض في القلب وقد توفي بنوبة قلبية على ما يبدو، بحسب إسلام أبو زاهر، الطبيب الذي حاول إنعاشه في مكان الحادث بعد انصراف الجنود.
وقال الطبيب إن وجه أسعد كان مزرقاً حين وصل، وهذا يعني أن الأوكسجين انقطع عنه منذ 15 أو 20 دقيقة.
وامتنع متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على هذا الملخص المسرب لكنه نفى التوصل إلى أي نتائج.
فيما قال تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن القرار النهائي بخصوص أي إجراءات بحق الجنود يعود للمدعي العام العسكري. لكن هذا الملخص المسرب يشير إلى أنه لن يوقف أياً من الجنود أو الضباط عن العمل.
كانت الخارجية الأمريكية قد طلبت توضيحاً من تل أبيب بشأن وفاة المسنٍّ الفلسطيني لأنه يحمل الجنسية الأمريكية، وذلك بعد اعتقاله من طرف قوات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.