قالت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية السبت 22 يناير/كانون الثاني 2022، إن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدثوا مع قطر حول إمكانية إمداد الدوحة لأوروبا بالغاز المسال في حال "غزت روسيا أوكرانيا".
بحسب "بلومبيرغ"، قال مصدران مطلعان إن الرئيس جو بايدن يعتزم أن يطلب من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة البيت الأبيض، ربما في وقت لاحق من هذا الشهر.
إذ يريد المسؤولون الأمريكيون المساعدة في التخفيف من مخاوف الأوروبيين بشأن كيفية تدفئة منازلهم هذا الشتاء، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات الخاصة حول الخطوات اللازمة، في حين شنت روسيا حرباً على أوكرانيا.
حيث لفتت الوكالة إلى أن بعض الدول الأوروبية أعربت عن مخاوفها من أن يؤدي فرض عقوبات قاسية على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية إلى الإضرار باقتصاداتها، وإلى دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قطع أو تقليص إمدادات الغاز لأوروبا في منتصف الشتاء.
وتحصل أوروبا على أكثر من 40% من غازها الطبيعي من روسيا، وحوالي ثلث الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا يمر عبر أوكرانيا.
فيما تعد قطر واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث يتم بيع حوالي ثلاثة أرباع هذا الوقود إلى دول آسيوية تفتقر للطاقة مثل اليابان وكوريا. وتوفر قطر حوالي 5% من الغاز الطبيعي لأوروبا.
من جهته قال مدير المجلس الاقتصادي الوطني للبيت الأبيض، بريان ديس، إن الإدارة تعمل مع شركاء لزيادة إمدادات الوقود إلى أوروبا.
وأضاف ديس في مقابلة مع بلومبرغ: "في المدى القريب للغاية، ينصب التركيز على كيفية التأكد من أن الدول الأوروبية لديها وصول كاف إلى الغاز الطبيعي لقضاء أشهر الشتاء.. وعلى وجه التحديد، ما يعنيه ذلك هو العمل مع حلفائنا وشركائنا، لا سيما الدول المنتجة للغاز، لفهم القدرة الإضافية الموجودة لديهم، وكيف يمكننا نقل وتوسيع هذه القدرة إلى أوروبا".
ولفت ديس إلى أن "الولايات المتحدة نفسها ليس لديها الكثير من الغاز لإرساله إلى هناك. لذا فإن ما يمكننا فعله بشكل أساسي هو العمل مع الحلفاء ومحاولة تحديد وترتيب طرق لنقل المزيد من الوقود بطرق أخرى".
هجوم محتمل على أوكرانيا
كانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي قد قالت في وقت سابق: "نعتقد أننا الآن في مرحلة يمكن لموسكو أن تشن فيها في أي وقت هجوماً على أوكرانيا.. أود أن أقول إن هذا أمر جدي أكثر من السابق".
جاء ذلك في الوقت الذي تدفقت فيه القوات الروسية داخل البلاد لإجراء ما قيل إنها تدريبات، ولكن بمستويات قال المسؤول الأمريكي إنها "غير اعتيادية".
فيما تصر روسيا على أنه ليس لديها أي خطة لغزو أوكرانيا. وفي عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، بعد أن أطاح الأوكرانيون برئيسهم الموالي لروسيا.
في وقت لاحق من ذلك العام، سيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على أجزاء كبيرة من شرقي أوكرانيا. وتشترك أوكرانيا في الحدود مع كل من الاتحاد الأوروبي وموسكو التي تجمعها بها روابط اجتماعية وثقافية عميقة.
وتقول أوروبا إنها ستفرض "عقوبات كبيرة" على روسيا إذا ما قررت غزو أوكرانيا، لكن القارة العجوز تتمتع بعلاقات تجارية مهمة مع روسيا، وستخسر أكثر بكثير مما تخسره الولايات المتحدة من العقوبات المفروضة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، كما أنها تعتمد على إمدادات الغاز الروسي بشكل كبير، وهي نقطة ضعف استغلها بوتين في النزاعات السابقة.