أدان مجلس الأمن الدولي، الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022، ما سماها "الهجمات الإرهابية الشنيعة" التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل أيام.
إذ قال المجلس، في بيان تم اعتماده بالإجماع (15 دولة) قبيل عقد جلسة مشاورات مغلقة حول الموضوع، إن "أعضاء المجلس نددوا، بأشد العبارات، بالاعتداءات الإرهابية الشائنة التي شنها الحوثيون على منشآت مدنية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي".
فيما أوضح المجلس أنه "تمت الموافقة على هذا البيان الذي أعدته الإمارات، العضو غير الدائم في المجلس، والذي يؤكد أن هذه الاعتداءات الدامية على المدنيين ارتكبها وتبناها الحوثيون".
كما أدان "الهجمات التي وقعت في مواقع أخرى بالمملكة العربية السعودية".
"محاسبة منفذي ورعاة الهجمات"
في حين أعرب أعضاء مجلس الأمن، بحسب البيان، عن "عميق التعاطف والتعازي لعائلات الضحايا ولحكومتي باكستان والهند"، وتمنّوا "الشفاء العاجل للمصابين".
بيان مجلس الأمن دعا إلى "محاسبة منفذي ومنظمي وميسري ورعاة هذه الهجمات الإرهابية".
أيضاً حث كافة الدول على "التعاون مع حكومة دولة الإمارات وجميع السلطات المعنية الأخرى، وبما يتفق مع التزامات هذه الدول بموجب القانون الدولي وقرارات المجلس ذات الصلة".
من جهتها، أكدت رئيسة المجلس السفيرة النرويجية مني يول، التي تتولى بلادها رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري، ضرورة "إحجام كافة الأطراف المعنية عن التصعيد في اليمن".
مني تابعت، في تصريحات للصحفيين قبيل بدء جلسة مغلقة لمجلس الأمن: "إننا قلقون للغاية، وندعو كافة الأطراف المعنية إلى العودة لطاولة المفاوضات".
التحالف يواصل عملياته ضد الحوثيين
في غضون ذلك، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، أنه نفذ 28 عملية استهداف ضد جماعة الحوثي في مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية.
حيث أشار التحالف، في بيان مقتضب، الجمعة، إلى أن الاستهدافات دمرت 13 آلية عسكرية، وأسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الحوثيين "تجاوزت 90 عنصراً".
يشار إلى أن الإمارات تسلح وتدرب قوات يمنية محلية انضمت مؤخراً إلى قتال الحوثيين في محافظتي شبوة ومأرب اليمنيتين المنتجتين للطاقة.
كانت إمارة أبوظبي قد شهدت، الإثنين، انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص (باكستاني وهنديين) وإصابة 6 آخرين، فيما أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجمات.
يذكر أن الحوثيين اعتادوا إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مفخخة بدون طيار على مناطق سعودية وأخرى يمنية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباطها، رغم الدعوات العربية والدولية للالتزام بوقف إطلاق النار.
في المقابل، كثف التحالف مؤخراً ضرباته الجوية ضد مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين بعدة محافظات بينها صنعاء.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.