أعلن القضاء الإسرائيلي الخميس 20 يناير/كانون الثاني 2022، فتح تحقيق في استخدام الشرطة برنامج بيغاسوس للتجسّس، بعد ورود معلومات بهذا الإطار في وسائل الإعلام المحلّية وأثارت ضجة داخل إسرائيل.
حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، فقد طالب المدّعي العام أفيخاي ماندلبليت في رسالة بعثها إلى قائد الشرطة كوبي شبتاي، بالحصول على كلّ أوامر عمليّات التنصّت والتجسّس المعلوماتي التي نُفّذت في عامي 2020 و2021، من أجل "التحقّق من الادّعاءات المنشورة في وسائل الإعلام".
إذ ذكرت صحيفة "كلكاليست" الاقتصاديّة العبريّة الخميس أنّ الشرطة الإسرائيليّة استخدمت برنامج بيغاسوس للتجسّس على إسرائيليّ تعتبر أنّه يشكّل تهديداً محتملاً، وذلك لجمع عناصر يمكن استخدامها كوسيلة ضغط في أيّ تحقيقات مستقبليّة.
كما أفادت الصحيفة التي لم تكشف مصادرها، بأنّ وحدة الشرطة المتخصّصة قد استخدمتبرنامج بيغاسوس للتجسّس لمراقبة ناشط كانت تخشى أن يرتكب "مخالفات تتعلّق بالنظام العام" وتعتبر أنّه يمثّل "خطراً على الديموقراطيّة".
بينما ردّ قائد الشرطة الإسرائيليّة على ما نشرته الصحيفة، مؤكدا أنّ "الشرطة لم تجد أيّ عنصر يدعم هذه المعلومات".
إذ قال شبتاي في بيان إنّ "الشرطة الإسرائيليّة تُحارب الجريمة بكلّ الوسائل القانونيّة المتاحة لها"، مشيراً إلى أنّه طلب من ماندلبليت "التحقّق من أنّ كلّ عمليّات التنصّت تمّت وفق القانون".
فيما كانت وزارة العدل تعهّدت الأربعاء 19 يناير/كانون الثاني بإجراء تحقيق معمّق في مزاعم "كلكاليست" بشأن استخدام برنامج "بيغاسوس" للتجسّس على مواطنين إسرائيليين، بمن فيهم أشخاص قادوا احتجاجات ضد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
منذ الكشف العام الماضي عن استخدام برنامج "بيغاسوس" للتجسس الذي يخترق الهواتف الذكية، وهو من انتاج شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، على وسائل إعلام وصحافيين وسياسيين ومعارضين في جميع أنحاء العالم، يتواصل الجدل حوله.
بمجرد تنزيله على هاتف جوال، يتيح "بيغاسوس" التجسّس على مستخدم الهاتف من خلال الاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور على الهاتف وجهات الاتصال، كما يتيح تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد. وتحظى قوات الأمن الإسرائيلية بموافقة قضائية على نطاق واسع للمراقبة داخل إسرائيل.
كانت "إن إس أو" وجدت نفسها الصيف الماضي في صلب فضيحة تجسّس عالمية بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة اعتباراً من 18 يوليو/تمّوز كشف أنّ برنامج بيغاسوس للتجسّس سمح بالتجسّس على ما لا يقلّ عن 180 صحافياً و600 شخصيّة سياسيّة و85 ناشطاً حقوقياً و65 صاحب شركة في دول عدّة.
ثم توالت التقارير عن استخدام البرنامج للتجسس في دول عدة. وفتحت وزارة الدفاع الإسرائيلية التي يجب أن توافق على جميع صادرات منتجات صناعة الدفاع الإسرائيلية، تحقيقاً في مبيعات بيغاسوس في الخارج.