اتهم ممثلو الادعاء في الولايات المتحدة الخميس 13 يناير/كانون الثاني 2022 ستيوارت رودس مؤسس ميليشيا (حراس القسم) اليمينية المتطرفة وعشرة أعضاء في الجماعة بالتآمر لإثارة الفتنة، لدورهم في هجوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكونغرس.
ممثلو الادعاء قالوا إن رودس حث جماعته على الاستعداد "لمعركة دامية ومستميتة" في الأيام التي سبقت الهجوم الذي حاول فيه أنصار الرئيس آنذاك دونالد ترامب منع الكونغرس من التصديق على هزيمته في الانتخابات.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه اتهامات بالتآمر لإثارة الفتنة لأشخاص يشتبه في مشاركتهم بالهجوم؛ إذ يُعرف القانون التآمر لإثارة الفتنة على أنه أي محاولة "للإطاحة بحكومة الولايات المتحدة أو إخضاعها أو تدميرها بالقوة".
فيما قال ممثلو الادعاء إن رودس أبلغ حلفاءه عبر تطبيق المراسلة سيغنال: "سيتعين علينا خوض معركة.. لا يمكن تجنب ذلك".
و"حراس القسم" مجموعة فضفاضة من النشطاء الذين يعتقدون أن الحكومة الاتحادية تتعدى على حقوقهم، وتركز على تجنيد أفراد حاليين أو سابقين من الشرطة وخدمات الطوارئ والجيش.
ويواجه بالفعل تسعة من الأشخاص الأحد عشر المتهمين بالتآمر لإثارة الفتنة تهماً أخرى فيما يتعلق بهجوم الكونغرس. كما تم توجيه الاتهام إلى أعضاء بجماعتين أخريين من اليمين المتطرف بالمشاركة في الهجوم.
4 شبكات للتحقيق في أحداث الكونغرس
من جهتها أعلنت لجنة التحقيق البرلمانية في اقتحام الكونغرس الأمريكي الخميس أنّها استدعت أربع شبكات للتواصل الاجتماعي وهي "إلفابت" الشركة الأم ليوتيوب، وميتا (فيسبوك سابقاً)، وريديت وتويتر للإدلاء بشهاداتها أمامها.
اللجنة النيابية مكلّفة بالنظر في ما إذا كان الرئيس السابق دونالد ترامب أو المحيطون به ضالعين في الهجوم الذي شنّه على مقرّ الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021 حشد من أنصار الملياردير الجمهوري.
إذ قالت اللجنة إنهّا قرّرت استدعاء المسؤولين عن هذه الشبكات الاجتماعية الأربع للإدلاء بإفاداتهم أمامها تحت القسم؛ بعدما تبيّن لها أنّ الطلبات التي وجّهتها إليهم في السابق للتعاون معها قوبلت بـ"ردود غير كافية".
أسئلة بدون إجابة
وهناك سؤالان لهما أهمية خاصة بالنسبة لأعضاء اللجنة وهما: كيف ساهم انتشار المعلومات المضلّلة في هذا الهجوم، وهل اتّخذت هذه الشبكات الاجتماعية تدابير لمنع منصّاتها من أن تصبح أرضاً خصبة للتطرّف، وما هي هذه التدابير؟
فيما قال رئيس اللجنة النائب الديمقراطي بيني طومسون "إنّه لأمر مخيّب للآمال أن نكون بعد أشهر من العمل، ما زلنا نفتقر إلى الوثائق والمعلومات اللازمة للإجابة عن هذه الأسئلة الأساسية".
اللجنة تريد من تويتر، الموقع الذي كان يُعتبر منصّة التواصل المفضّلة لترامب، تزويدها بمعلومات تتعلّق بما جرى عبره من محادثات مفترضة "تتعلّق بالتخطيط للهجوم على الكابيتول هيل وتنفيذه". ويؤكّد أعضاء في اللجنة أنّ تويتر كان يعلم، قبل السادس من يناير/كانون الثاني، أنّ هناك خطراً بوقوع أعمال عنف في ذلك اليوم.
أما استدعاء موقع يوتيوب للإدلاء بإفادته أمام اللجنة فسببه مقاطع الفيديو التي كان المتظاهرون يبثّونها عبر المنصّة مباشرة أثناء وقوع الهجوم. وشدّد طومسون على أنّه "لا يمكننا السماح لمزيد من التأخير في عملنا المهمّ"، مطالباً الشبكات الاجتماعية بالتعاون مع اللجنة.
وفي الواقع فإنّ اللّجنة تسابق الزمن لأنّها تريد أن تنشر خلاصة تحقيقاتها قبل الانتخابات النصفية المقرّرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 والتي يواجه فيها الديمقراطيون خطر خسارة أغلبيتهم في مجلس النواب.
وإذا خسر الديمقراطيون هذه الأغلبية فمن المرجّح أن تحلّ الأغلبية الجمهورية الجديدة هذه اللّجنة.
اقتحام الكونغرس
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، كان المئات من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب قد اقتحموا مبنى الكونغرس، في السادس من يناير/كانون الثاني، في محاولة فاشلة لمنع التصديق على فوز الرئيس جو بايدن في الانتخابات. وتوفي أربعة في أحداث العنف في ذلك اليوم.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد برَّأ، الرئيس السابق دونالد ترامب، من تهمة التحريض على اقتحام الكونغرس إذ جاء تصويت مجلس الشيوخ، بأغلبية 57 صوتاً مقابل 43 صوتاً، وهو أقل من أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة ترامب بتهمة التحريض على التمرد، بعد محاكمة استمرت خمسة أيام في المبنى نفسه الذي تعرض للاقتحام من قِبل أنصاره، بعد وقت قصير من سماعهم إياه يوجه خطاباً تحريضياً.