دعا مجموعة من المشرعين في مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين الرئيس جو بايدن، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، لرفض إعادة إدماج النظام السوري بقيادة بشار الأسد في المجتمع الدولي، كما عبروا عن قلقهم من زيارات مسؤولين عرب إلى دمشق.
يأتي ذلك تزامناً مع وجود مؤشرات بقرب تطبيع العلاقات بين نظام الأسد ومجموعة من الدول العربية، القريبة من واشنطن، إذ زار مسؤولون من الإمارات دمشق، كما تدافع دول عربية أخرى عن عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
رفض إعادة النظام السوري للمجتمع الدولي
فقد أرسل رؤساء لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، وأعضاء بارزون في اللجنتين رسالة إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء، يطالبون فيها باستعادة "القيادة الأمريكية" بشأن الأزمة في سوريا.
طلب المرسلون من بايدن "رفض إعادة دمج النظام السوري بقيادة الأسد في المجتمع الدولي" من دون إصلاحات واضحة للشعب السوري.
كما قال المشرعون في الرسالة إنهم "قلقون من أن عدداً من شركائنا العرب يواصلون زيادة علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع نظام الأسد، بما في ذلك إنشاء مواقع دبلوماسية ومبادرات دبلوماسية علنية".
فيما طالب المشرعون الإدارة بـ"النظر في العواقب المترتبة على أي دولة تسعى إلى إعادة تأهيل نظام الأسد، والتأكد من أن جميع الدول تدرك أن التطبيع، أو عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية أمر غير مقبول".
سابقة خطيرة للمستبدين
أضاف المشرعون في رسالتهم الموجهة إلى الرئيس بايدن: "تشكل الموافقة الضمنية على التعامل الدبلوماسي الرسمي مع النظام السوري سابقة خطيرة للمستبدين الذين يسعون إلى ارتكاب جرائم مماثلة ضد الإنسانية".
بينما خلص المشرعون إلى أنه "من المهم للغاية أن تتوافق السياسة الأمريكية في سوريا مع القيم الأمريكية"، وأضافوا "لقد وعد الوزير بلينكن أنه عندما يكون جو بايدن رئيساً، سنعيد قيادة الولايات المتحدة في القضايا الإنسانية".
تابعت الرسالة أنه "في حين أن إدارتكم قد ضمنت تجديد تفويض الأمم المتحدة لتسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود وتوسيع دعم الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية، فإن هذه الجهود تعالج فقط أعراض الصراع الأساسي وستفشل في نهاية المطاف لحل الصراع الدائم في سوريا ولإنهاء الحرب الأهلية هناك".
التطبيع العربي مع نظام الأسد
زاد الحديث عن التطبيع العربي مع الأسد بعد تحركات سعودية أخيرة، وصفقة نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، إضافة إلى المواقف الأردنية.
ثمّة من يرى أن الحرب في سوريا حُسمت عسكرياً لصالح قوات النظام والقوات الحليفة لها منذ عام 2018، بخروج مقاتلي المعارضة المسلحة من محيط العاصمة ومحافظة درعا القريبة منها، وأن فرص إسقاط النظام عسكرياً باتت "معدومة" تماماً.
بدفع من حكومات عربية، يدور نقاش عميق في أوساط جامعة الدول العربية حول إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، وإعادة مقعد سوريا المعلّق في الجامعة، حسبما ورد في تقرير لوكالة الأناضول.
من الواضح أن النقاش العربي حول عودة سوريا للجامعة العربية يتركز على تخفيف النفوذ الإيراني في دمشق، أما مسألة وضع المعارضة أو حقوق الشعب السوري أو إجراء بعض الإصلاحات الدستورية، ففي الأغلب تراجعت أهميتها.
لكن اللافت في التطورات الأخيرة، المتعلقة بسوريا، أنها لا تؤشر إلى توجه لإنهاء عزلتها العربية، بل هناك مؤشرات على توجه قد يكون أخف لإنهاء عزلة الأسد الدولية أيضاً، حسبما يظهر من صفقة نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا والأردن التي هي فكرة أمريكية.