يسعى رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، للعودة إلى السلطة في بلاده، حيث يخطط للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم التحديات والمشاكل التي تواجهه، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022.
فيما نشر برلسكوني صورة على موقع "فيسبوك" تجمعه بصديقته، التي تصغره بـ53 عاماً، في الوقت الذي يصعّد فيه حملته الانتخابات التي أطلقت عليها الصحف "عملية السنجاب" ليصبح رئيس إيطاليا المقبل.
يظهر برلسكوني في هذه الصورة وهو يحدق في عيون مارتا فاسشينا، عضوة البرلمان عن حزبه "فورزا إيطاليا" اليميني، مع رسالة تتمنى لها عيد ميلاد سعيداً في عامها الثاني والثلاثين.
هذه الشابة ربما تصبح سيدة إيطاليا الأولى الجديدة حال فوز برلسكوني بتلك الانتخابات.
من جهتها، قالت صحيفة Corriere della Sera المحلية إنه يُقال إن إمبراطور وسائل الإعلام، الذي عرف بفضائحه الكثيرة، لا يتوقف عن الاتصال بأعضاء البرلمان الإيطالي بخصوص انتخاب الرئيس المقبل، مثل السنجاب الذي يجمع الجوز.
رغم أن منصب الرئاسة في إيطاليا من المناصب الشرفية عادة، ويختاره 1009 برلمانيين وناخبين إقليميين، لكن شاغلي هذا المنصب تولوا أدواراً مهمة في السنوات الأخيرة وساعدوا في تشكيل الحكومات.
تأتي محاولة برلسكوني الأخيرة للرجوع إلى السلطة بعد أن أجبرته بعض الفضائح الجنسية على الاستقالة من منصب رئيس الوزراء الإيطالي عام 2011 قبل أن تمنعه إدانته بالاحتيال من تولي مناصب مؤقتاً.
من جهته، قال المعلق السياسي الإيطالي أنطونيو بوليتو: "إنه مُقنِع جداً. والعديد من النواب يغيرون انتماءاتهم الحزبية باستمرار وقد ينصتون إليه، والصحف تتحدث عن لوحات تُقدَّم كهدايا".
حفلات "جنسية"
في حين يأمل برلسكوني ألا يلتهي مؤيدوه بمحاكمته بزعم رشوة شهود للتكتم على حفلات "جنسية" تضم فتيات يرقصن شبه عاريات.
كان محامو برلسكوني قد أعلنوا، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021، تبرئته من تهم فساد كانت منسوبة إليه، حيث قضت محكمة إيطالية بانعدام أدلة الإدانة.
ونقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" عن أحد محامي الدفاع فيديريكو سيكوني قوله إن قطب الإعلام الملياردير، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لأربع مرات، والبالغ من العمر 85 عاماً، كان "مرتاحاً وراضياً بشكل واضح".
بينما أكد المدعون أن برلسكوني سعى إلى التأثير على الشهود بدفع أموال لهم للإدلاء بإفادات تخدم براءته في قضية حفلات "بونغا بونغا" مع ضيفات شابات في فيلته بمنطقة أركور بضواحي ميلانو، مطالبين بسجنه أربع سنوات.
المرشح الأوفر حظاً
من المقرر أن ينعقد البرلمان الإيطالي في 24 يناير/كانون الثاني الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية، فيما يبدو أن رئيس الوزراء الحالي ماريو دراغي هو المرشح الأوفر حظاً لشغله، رغم أن ذلك يحمل خطر تقويض التعافي الاقتصادي في البلاد ما بعد الوباء، بحسب تقارير مختلفة.
لذلك، ربما يواجه برلسكوني، الذي يعد الخيار الأول لأحزاب يمين الوسط في إيطاليا، منافسة قوية من دراغي الذي أشار إلى أنه يرغب في هذا المنصب أيضاً. وفي الجولات الثلاث الأولى للاقتراع السري من الضروري الفوز بأغلبية الثلثين، قبل الفوز بأغلبية بسيطة من الجولة الرابعة.
بحسب وسائل إعلام إيطالية، حصل برلسكوني- على الورق- على 450 صوتاً من حلفائه في حزبي الرابطة وإخوان إيطاليا، أي أقل عن الأغلبية بـ55 صوتاً.
في هذا الإطار، يقول بوليتو: "أعضاء حزب الرابطة وإخوان إيطاليا لن يدعموه بالضرورة، لأنهم قد يخشون عدم فوزه، وبحلول ذلك الوقت سيكون الأوان قد فات على الحق في اختيار فائز آخر. ولكن لا تقُل مستحيلاً مع برلسكوني".