أوقفت قطر والسعودية مساعيهما في منظمة التجارة العالمية لحل نزاع يتعلق بقرصنة المحتوى الخاص بقنوات "بي إن سبورت"، التابعة لشبكة الجزيرة القطرية، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، الإثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022.
حيث تُظهر إخطاراتٌ نشرتها منظمة التجارة العالمية، الجمعة 7 يناير/كانون الثاني، أن الدولتين أبلغتا المنظمة أنهما تعلقان "بشكل متبادلٍ" طلباتهما المتبقية أمام هيئة حل النزاعات التابعة لها.
كانت السعودية قد طعنت على قرار أصدرته الهيئة التابعة لمنظمة التجارة العالمية في عام 2020، يقول إن الرياض انتهكت القواعد الدولية لحقوق الملكية الفكرية بتقاعسها عن مقاضاة "بي آوت كيو"، القناة التجارية التي كانت تبث المحتوى الذي تحصل عليه بالقرصنة.
فيما صدر قرار المنظمة بعد أن رفعت الدوحة دعوى قضائية أمام هيئة تسوية المنازعات بالمنظمة خلال عام 2018، تقول إن السعودية تمنع بث "بي إن سبورت" القطرية في المملكة، وترفض اتخاذ إجراء فعال ضد قرصنة محتواها من جانب قناة "بي آوت كيو".
كما أوضحت الإخطارات التي نشرتها منظمة التجارة العالمية، أن السعودية سحبت طعنها على استنتاجات المنظمة، فيما علقت قطر طلباً للمنظمة لتبنّيها رسمياً.
في حين أفاد إخطار الدوحة، بأن "قطر وافقت على التعليق المقترح لإجراءات الاستئناف وفقاً لبنود إعلان العلا"، مضيفاً أنه "تعليق متفق عليه بشكل متبادل".
بينما لم تردّ "بي إن سبورت" ولا مكتب الاتصال الحكومي القطري على طلبات للتعليق.
كذلك، لم يصدر تعليق عن الهيئة السعودية للملكية الفكرية حتى الآن.
أزمة قرصنة "بي إن سبورت"
كان بث "بي إن سبورت" قد أُوقف بالمملكة بداية من عام 2017، في إطار مقاطعة دبلوماسية وتجارية وخاصة بالسفر، فرضتها الرياض وحلفاؤها على قطر بزعم دعم الأخيرة لـ"الإرهاب". ونفت قطر تلك المزاعم جملة وتفصيلاً، وقالت إن الحظر كان يهدف إلى تقويض سيادتها.
عقب حظر السعودية قنوات "بي إن سبورت"، ظهرت قناة تحت اسم "بي آوت كيو"، نقلت إشارة بث القناة القطرية، وبدأت تقديم محتوى البث الرياضي الحصري للقناة القطرية، دون حصولها على أي حقوق لبثّها.
آنذاك قالت إنه ليست لها أي علاقة بقناة "بي آوت كيو"، على حد قولها.
لكن برنامج "ما خفي أعظم"، الذي يُبث على شاشة الجزيرة، كشف نهاية عام 2019، تفاصيل غير مسبوقة عن مخطط قرصنة قنوات "بي إن سبورت" من قِبل شبكة تضم أطرافاً سعودية.
إذ كشف البرنامج أن شركتين سعوديتين هما "سيلفيجن" و"شماس"، تورطتا في عمليات القرصنة التي قامت بها قناة "بي آوت كيو"، وتقع بمقر شركة إعلامية في حي القيروان بالعاصمة الرياض، كاشفاً عن وثائق تثبت تحويلات مالية بين الشركات المتورطة وإدارة القمر الصناعي "عربسات".
يُذكر أن قنوات "بي إن سبورت" تملك حقوق البث في الشرق الأوسط لكثير من أهم الأحداث الرياضية والترفيهية العالمية، وضمن ذلك مباريات الدوري الإنجليزي لكرة القدم وأنشطة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
يشار إلى أنه في 5 يناير/كانون الثاني 2021، جرى الإعلان في القمة الخليجية الـ41 بالسعودية والتي حضرها الشيخ تميم، عن توقيع اتفاق للمصالحة يُنهي مقاطعة لقطر بدأتها، في يونيو/حزيران 2017، كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر.
لاحقاً، جرى استئناف الرحلات التجارية وفتح المعابر البرية بين السعودية وقطر، بعد أزمةٍ هي الأصعب منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عام 1981.
كما أنه منذ المصالحة، كانت هناك خطوات حذرة نحو عودة الأمور إلى طبيعتها، وضمن ذلك استئناف السفر الجوي بين الخصوم السابقين وإعادة فتح الحدود البرية الوحيدة لقطر مع السعودية.
كانت السعودية وقطر قد اتفقتا، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، على بلورة مواقف مشتركة والتشاور إزاء المستجدات في كافة المحافل الدولية؛ للحفاظ على أمن واستقرار البلدين.