تذكرون الطفل الفلسطيني الذي أشعلت صورة اعتقاله غضباً؟ هكذا أصبح بعد سنوات من الحادثة وهذه أمنيته

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/08 الساعة 09:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/08 الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش
الشاب الفلسطيني فوزي الجنيدي أثناء اعتقاله من قبل قوات الاحتلال - الأناضول

يطمح الشاب الفلسطيني فوزي الجنيدي، صاحب الصورة الشهيرة لاعتقاله بوحشية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل سنوات، أن يعيش حياة طبيعية دون احتلال، وأن يحظى بفرصة عمل تمكّنه من إعالة أسرته وعلاج والده.

فبعد 4 سنوات من اعتقال الجنيدي وهو مقيّد اليدين، معصوب العينين، ومحاط بـ23 جندياً إسرائيلياً، ظلّت آثار المشهد حاضرة على جسد فوزي وحالته النفسية.

تعرض "الجنيدي" للضرب أثناء اعتقاله، ما أدى حينها لإصابته بكسر في الكتف، لا يزال يعاني من تبعاته حتى الآن، لكنّ التجربة أعطت الجنيدي قوة لم يكن يمتلكها من قبل، بحسب قوله خلال مقابلة مع وكالة "الأناضول"، من منزله بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

كان الجيش الإسرائيلي قد اعتقل "الجنيدي"، في 7 ديسمبر/كانون الأول 2017، في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، أثناء مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية، احتجاجاً على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

في حينه، لم يكن "الجنيدي" قد تجاوز من العمر 16 عاماً، وقد تم إخلاء سبيله بعد 3 أسابيع بكفالة مالية.

الشاب الفلسطيني الجنيدي لا يزال يعاني من تبعات اعتقاله من قبل قوات الاحتلال – الأناضول

تعاطف واسع

آنذاك، انتشرت على مواقع التواصل ووسائل الإعلام العربية والدولية صورة الجنيدي لحظة اعتقاله وهو معصوب العينين ومقيد اليدين، مُحلقاً نظره للأعلى، ويقتاده الجنود الإسرائيليون للمعتقل.

أكسبت الصورة الفتى آنذاك تعاطفاً واسعاً، ولفتت الأنظار مجدداً للانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

أثارت الصورة تعاطف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تطرق إلى "محنته" خلال أكثر من خطاب.

يقول الجنيدي إن حادثة الاعتقال تركت آثاراً كثيرة في "نفسه وحياته عموماً"، كما حدّ اعتقاله السابق من حرية تحركه في الضفة الغربية، جراء تعرضه للتفتيش والتدقيق، والتضييق المستمر على الحواجز الإسرائيلية.

لكنّ الشاب العشريني يقول إن "تجربة الاعتقال جعلتني أقوى من ذي قبل في الدفاع عن قضية شعبي، وبرغم ما تعرضت له من اعتداء وتنكيل فإنني ما زلت على ذات الخطى".

الشاب الفلسطيني الجنيدي – الأناضول

أمنيات الجنيدي

يقول الجنيدي إن أبسط أمانيه تتمثل في "العيش بُحرية دون قيود الاحتلال وعراقيله (…) أشوف (أشاهد) بلدي، وأزور مدينة القدس التي أُحب"، كما أنه يطمح لأن "يعيش بحُرية دون أية انتهاكات إسرائيلية".

لدى الجنيدي الذي يشتغل عاملاً في مجال البناء أمنيات أخرى، فنظراً لأنه المعيل الوحيد لعائلته يطمح لأن يحظى بفرصة عمل "أفضل" تُلبي احتياجات الأسرة.

بجانب سعيه لإعالة أسرته يقبع والد "الجنيدي" رهين إصابة عمل سابقة، حرمته من العمل وكسب الرزق، بانتظار فرصة إجراء عملية جراحية على إثرها، وبهذا الصدد وجّه "الجنيدي" رسالة لكل من يهمه الأمر؛ من أجل مساعدته في علاج والده.

الشاب الفلسطيني الجنيدي أثارت صورته أثناء اعتقاله تعاطفاً واسعاً حول العالم – الأناضول

زيارة تركيا

كان الجنيدي قد زار تركيا، في يناير/كانون الثاني 2018، بدعوة من رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، وآنذاك استقبل الرئيس التركي، الجنيدي في القصر الرئاسي.

في هذا السياق، شكر الجنيدي الشعب التركي ورئيسه أردوغان "على كل ما قدم ويُقدم من أجل القضية الفلسطينية"، وذكر أنه "عاش أياماً جميلة خلال زيارته لتركيا"، وختم: "نشعر بكمية فخر كبيرة لاهتمام تركيا رسمياً وشعبياً بالقضية الفلسطينية".

بحسب الشاب الفلسطيني، فقد قال له الرئيس أردوغان إنه "رمز لصمود الفلسطينيين"، وأهداه هاتفاً بدلاً من جهازه المحمول الذي كسره جنود الاحتلال.

تحميل المزيد