هدّد التحالف العربي الذي تقوده السعودية باليمن، السبت 8 يناير/كانون الثاني 2022، بقصف موانئ بحرية في خضم حربه مع جماعة الحوثي، فيما يواصل الجيش اليمني تقدمه من خلال استعادة سيطرته على بعض المناطق وسط البلاد.
جاء في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم التحالف "تركي المالكي"، وفق ما نقلته قناة الإخبارية السعودية الرسمية عبر حسابها الموثق بـ"توتير".
حيث قال المالكي: "نحن لا نريد استهداف الموانئ، ونريد التوصل إلى حل سياسي شامل، لكن عندما يستخدم الحوثيون مواقع مدنية فهم يسقطون الحصانة الدولية. وبذلك يكون (ميناءي الحديدة والصليف) هدفاً عسكرياً مشروعاً"، مؤكداً أن "ميناء الحديدة يعد البوابة الرئيسية لاستقبال الصواريخ الباليستية الإيرانية"، وفق قوله.
فيما أضاف "المالكي" أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها جماعة الحوثي ضد السفن "تمت بتخطيط من الحرس الثوري الإيراني، وجميع أسلحة الحوثيين إيرانية الصنع".
تأتي تلك الاتهامات التي لم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري بشأنها من طهران، في ظل احتجاز الحوثيين منذ أيام "سفينة شحن إماراتية قبالة سواحل محافظة الحديدة (غرب اليمن)".
في حين تحدث الحوثيون على أنها "تمارس أعمالاً عدائية وتحمل معدات عسكرية"، بينما نفى التحالف ذلك، مؤكداً أنها كانت تقوم بـ"مهمة بحرية وتحمل معدات مدنية لتشغيل مستشفى سعودي ميداني".
كما اتهم "المالكي جماعة الحوثي باستخدام ميناء الصليف بالحديدة كـ"غطاء لعملياتها الإرهابية وتفخيخ الزوارق البحرية".
الجيش اليمني يواصل تقدمه
في وقت سابق من يوم السبت، أعلن الجيش اليمني تحرير 3 مناطق في محافظة البيضاء وسط البلاد، إثر معارك مع الحوثيين.
إذ قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية في بيان مقتضب: "قوات الجيش وألوية العمالقة (موالية للحكومة) حررت عزلة مسور آل دباش وعزلة اللخف وصولاً إلى عزلة الساحة مركز مديرية نعمان بمحافظة البيضاء".
والعزلة وفق التقسيم الإداري في اليمن، تتكون من عدة قرى، وهي أقل من مديرية، ويمكن وصفها منطقة.
فيما أضاف البيان أن "هذا التقدم جاء وسط انهيار كبير في صفوف ميليشيا الحوثي الإيرانية"، مردفاً: "السيطرة على هذه العزلة جاء بعد استكمال تحرير مديرية بيحان في محافظة شبوة المجاورة".
تعد هذه أول 3 مناطق يسيطر عليها الجيش اليمني في محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
بينما لم يصدر الحوثيون تعليقاً على الخسائر حتى الآن.
معارك محتدمة
في غضون ذلك، أعلنت "ألوية العمالقة"، السبت، أن أحد قياداتها قُتل متأثراً بإصابته خلال مواجهات مع الحوثيين بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد.
كانت "ألوية العمالقة" قد أعلنت، الجمعة، السيطرة على مديرية مركز مديرية بيحان، بعد مواجهات مع الحوثيين الذين استولوا عليها في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد 5 أيام فقط من إعلانها السيطرة أيضاً على مديرية عسيلان، ضمن عملية أطلقت عليها "إعصار الجنوب".
بذلك تبقت مديرية واحدة فقط تحت سيطرة الحوثيين تسمى "عين"، من أصل 17 مديرية.
يذكر أن المعارك تحتدم منذ بداية العام الجاري، بعد أن أرسل التحالف السعودي تعزيزات إلى شبوة التي قطع تقدم جماعة الحوثي فيها طرق الوصول لآخر معقل شمالي تحتفظ به الحكومة اليمنية في مأرب.
فعلى مدى أكثر من عام، ظلت مأرب الواقعة في وسط اليمن ساحة القتال الرئيسية ومحور المعارك في الحرب الدائرة منذ سنوات. وتسيطر الحكومة على المدينة الرئيسية في المحافظة والبنية التحتية للنفط والغاز التي تقع بالقرب منها.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلة 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.