في وقت سجلت فيه الولايات المتحدة مليون إصابة كورونا في 24 ساعة في الولايات المتحدة، وأكثر من 270 ألفاً في فرنسا، ونحو 200 ألف في المملكة المتحدة، حذرت الصحة العالمية الثلاثاء 4 يناير/كانون الثاني 2022 من أن ارتفاع عدد الإصابات قد يؤدي إلى ظهور متحور جديد "أكثر خطورة" لكورونا.
مسؤولة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية كاثرين سمولوود أبدت حذراً، وقالت لوكالة فرانس برس إن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات قد يأتي برد عكسي، وأوضحت أنه "كلما ازداد انتشار أوميكرون ازدادت نسبة العدوى والتكاثر، ما يزيد من احتمالات ظهور متحورات جديدة. حالياً أوميكرون متحور قاتل يمكنه التسبب بالوفاة… ربما بنسبة أقل بقليل من دلتا، لكن من يستطيع معرفة كيف ستكون المتحورات الجديدة".
ارتفاع صاروخي في إصابات كورونا
وفي مواجهة الموجة الخامسة المقلقة من كوفيد، سجلت الولايات المتحدة عدداً قياسياً عالمياً من أكثر من مليون إصابة يومية، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز حتى مساء الإثنين.
فيما أبلغت أستراليا كذلك عن عدد قياسي من نحو 50 ألف إصابة يومية، مما تسبب في التدافع على فحوصات الكشف على الرغم من تكلفتها المرتفعة. من جهتها، سجلت فرنسا عدداً قياسياً من الإصابات اليومية بكوفيد-19، بلغ 270 ألفاً في خلال 24 ساعة بحسب السلطات الصحية.
بدورها، سجلت المملكة المتحدة الثلاثاء أكثر من 200 ألف إصابة يومية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في مؤتمر صحفي، إن تفعيل عيادات الطوارئ ودعوة متطوعين طبيين مدعومين من الجيش، يعني أن جهاز الصحة الوطنية "يستعد لما يشبه حالة حرب". أضاف: "كل من يعتقد أن حربنا مع كوفيد انتهت، يخطئ جداً. إنها لحظة تتطلب أقصى درجة من الحذر".
حالة طوارئ صحية في العالم
وتتسبب الموجة الحالية من الوباء الذي عاد ليضرب بقوة في نهاية عام 2021 مع ظهور أوميكرون بزيادة حالات الغياب بسبب المرض. وهي ظاهرة تتسبب بخلل وظيفي في عدة قطاعات ولا سيما قطاع الصحة.
فقد أعلن ست مستشفيات على الأقل في المملكة المتحدة عن أعداد إصابات حرجة الثلاثاء بين موظفيها، بما يعني أن الوضع يمكن أن يؤثر على خدمات الرعاية الأولوية التي توفرها.
كذلك، أثر نقص الموظفين على بداية العام الدراسي في إنجلترا؛ حيث جددت الحكومة دعوة المعلمين المتقاعدين للحضور لسد النقص.
في مواجهة موجة أوميكرون الكاسحة، فرضت الحكومات قيوداً جديدة بما في ذلك تشجيع العمل عن بعد مع الضغط على غير المطعمين.
ففي فرنسا، تريد الحكومة إصدار شهادة تطعيم، لكن المعارضة أخرت تمرير القانون الخاص بذلك والذي يُتوقع اعتماده في الأيام المقبلة. وبدون هذه الشهادة لن يتمكن غير المطعمين من حضور الأنشطة الترفيهية أو الدخول إلى المطاعم.
كذلك، فرضت العاصمة الهندية نيودلهي إجراءات جديدة، بما في ذلك الحجر الصحي خلال إجازات نهاية الأسبوع.
من جانبها، فرضت الصين الحجر الصحي على أكثر من مليون شخص إضافيين في بلدة بوسط البلاد بعد اكتشاف ثلاث إصابات بدون أعراض، قبل شهر واحد من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.
وما زالت العدوى الشديدة للمتحور أوميكرون غير مصحوبة في الوقت الحالي بزيادة كبيرة في الوفيات. ومنذ ظهور الفيروس في نهاية 2019، أودى الوباء بحياة أكثر من 5.4 مليون شخص، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.