فرضت كازاخستان، الأربعاء 5 يناير/كانون الثاني 2022، حالة الطوارئ في العاصمة نور سلطان، إثر اتساع رقعة الاحتجاجات التي اندلعت منذ الأحد، 2 يناير/كانون الثاني 2022، ضد زيادة أسعار الغاز المسال في البلاد، وتحولها إلى أعمال عنف وتخريب للممتلكات في مجموعة من المدن الكازاخية، بعد ساعات قليلة من استقالة الحكومة الكازاخية.
فقد أظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات الأمن، بعد اقتحامهم الحواجز الأمنية وتخريب ممتلكات ومبان حكومية، بينما واجهتها قوى الأمن بالعصي والقنابل المسيلة للدموع.
ففي مدينة ألماتي اقتحم المئات من المحتجين الغاضبين مبنى البلدية، مباشرة بعد إعلان استقالة الحكومة، وأتلفوا مجموعة من المستندات والمعدات.
خارج البناية الحكومية، وعلى الرغم من ظروف الطقس الصعبة وتهاطل الثلوج، نشبت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وآلاف المحتجين، أدت إلى إصابة العشرات، بينما عمدت الشرطة إلى تفريقهم باستعمال القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية.
حالة الطوارئ وقيود على مواقع التواصل
الرئاسة الكازاخية من جانبها قالت في بيان، إن الرئيس قاسم جومارت توقاييف، وقع على مرسوم فرض حالة الطوارئ في العاصمة.
كما أضافت أن حالة الطوارئ ستستمر أسبوعين، في الفترة بين 5 و19 يناير/كانون الثاني الجاري، بهدف حفظ الأمن العام بالبلاد.
كذلك، أشارت إلى فرض حظر تجوال يومياً في العاصمة بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والسابعة صباحاً
الرئيس يقبل استقالة الحكومة
تزامناً مع تصاعد الاحداث أفاد بيان لرئاسة كازاخستان، صباح الأربعاء، أن رئيس البلاد قاسم جومارت توقاييف، قبل استقالة الحكومة برئاسة رئيس الوزراء عسكر مامين.
جاء في البيان أن نائب رئيس الوزراء، علي خان إسماعيلوف سيتولى مهمة إدارة أعمال الحكومة.
إلى جانب ذلك، فرضت السلطات قيوداً على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتليغرام.
اتساع رقعة الاحتجاجات
يذكر أن الآلاف شاركوا في احتجاجات كازاخستان التي بدأت في الثاني من يناير/كانون الثاني 2022، بعد يوم من إلغاء الحد الأقصى لأسعار غاز البترول المسال في مدينة جناوزين.
إذ طالب المتظاهرون في مدينة جنازوين، وهي مركز لصناعة النفط، بخفض أسعار غاز البترول المسال إلى النصف من 120 تينجي (0.27 دولار) للتر الواحد إلى نفس مستوى أسعار العام الماضي.
من جهتهم، وافق تجار التجزئة على خفض السعر بمقدار الربع، لكن حكومة الرئيس قاسم جومارت توكاييف قالت، الثلاثاء، إن إجراء مزيد من التخفيضات مستحيل بسبب تكاليف الإنتاج.
أما في مدينة ألماتا، كبرى مدن كازاخستان، فقد طوقت الشرطة الميدان الرئيسي يومي الإثنين والثلاثاء.
من جانبه، قال توكاييف على تويتر، الثلاثاء، إن لجنة حكومية بدأت العمل في مدينة أكتاو، عاصمة إقليم مانجيستاو، والتي امتدت إليها الاحتجاجات، وإنها ستجد حلاً "من أجل الاستقرار في بلادنا".
قبل أن يحث المتظاهرين على التحلي بالمسؤولية.
تركيا: نثق في قدرة البلاد على تجاوز الأزمة
تفاعلاً مع ما يحدث في كازاخستان، فقد عبرت وزارة الخارجية التركية عن ثقتها التامة في قدرة الإدارة الكازاخية على تجاوز أزمة الاحتجاجات في البلاد.
في بيان لها، الأربعاء، قالت الوزارة إنها تتابع عن كثب الاحتجاجات التي انطلقت الأحد، وأدت إلى استقالة الحكومة الكازاخية صباح اليوم.
كما أضافت أنها تولي أهمية كبرى من أجل استقرار كازاخستان الصديقة، معربة عن أملها في ضمان أمن ورفاه الشعب الكازاخي الشقيق.
الخارجية التركية، أكدت كذلك ثقتها بحكمة الشعب الكازاخي، راجية انتهاء الاحتجاجات في أقرب وقت.
في ختام بيانها، أعربت أنقرة عن أملها في الشفاء العاجل لكافة المصابين في الاحتجاجات.
روسيا تحذر من التدخل في شؤون البلاد
تزامناً مع الموقف التركي، فقد حرصت روسيا على التفاعل مع ما يحدث في كازاخستان، حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الأربعاء، قوله إن كازاخستان تستطيع حل مشاكلها بنفسها ومن الضروري عدم التدخل الخارجي في شؤونها.
كما أضافت الوكالة نقلاً عن بيسكوف أن كازاخستان لم تطلب من روسيا المساعدة للتعامل مع الاحتجاجات، الناجمة عن رفع أسعار الوقود، والتي أدت إلى استقالة الحكومة اليوم الأربعاء.
كذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية إنها تراقب عن كثب الوضع في جارتها الجنوبية، وتعول على "عودة الأمور لطبيعتها في أقرب وقت ممكن".
ثم دعت "إلى حل سلمي لجميع المشكلات، في إطار دستوري وقانوني، وعن طريق الحوار، بدلاً من أعمال الشغب وانتهاك القوانين".