قالت صحيفة New york times الأمريكية إنه بعد أربعة أشهر من مقتل عشرات الأشخاص في هجوم انتحاري تبناه تنظيم الدولة "داعش خراسان"، بينهم 13 جندياً أمريكياً، خارج مطار كابول بأفغانستان، جمع مسؤولو استخبارات أمريكيون وأجانب ملفاً شخصياً عن المهاجم.
الصحيفة الأمريكية أوضحت في تقريرها السبت 1 يناير/كانون الثاني 2022، أن القادة العسكريين يقولون إنهم يستخدمون تلك المعلومات للوصول إلى خلية تابعة لتنظيم "داعش" يعتقدون أنها متورطة في الهجوم، ويحاولون معرفة الهجمات المستقبلية التي تخطط لها هذه الخلية ضد الغرب.
وقع هجوم مطار كابل في أغسطس/آب 2021، وأسفر عن أكثر من مئة قتيل، بينهم 13 جندياً أمريكياً، وتبنى تنظيم "داعش خراسان" الهجوم، قائلاً في بيان، إن اسم الانتحاري الذي نفذه هو "عبد الرحمن اللوغاري".
من هو مهاجم مطار كابول؟
يقول المسؤولون الأمريكيون إن اللوغاري هو نجل تاجر أفغاني كان يزور الهند وباكستان بشكل متكرر للعمل، وقد انتقل إلى الهند في عام 2017؛ لدراسة الهندسة في جامعة ماناف راتشنا بالقرب من نيودلهي، قبل أن ينضم لتنظيم "داعش خراسان".
كما أشارت الصحيفة إلى أن اللوغاري كان على وشك تنفيذ هجوم انتحاري بنيودلهي في سبتمبر/أيلول 2017، لكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) كشفت هذا الأمر، وأبلغت رجال المخابرات الهندية به.
أحبطت السلطات الهندية الهجوم وسلمت لوغاري إلى "سي آي إيه"، التي أرسلته إلى أفغانستان؛ ليقضي بعض الوقت بسجن باروان في قاعدة باغرام الجوية.
بقي هناك حتى تم إطلاق سراحه هو وعدة آلاف من المسلحين في الفوضى التي أعقبت سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس/آب 2021.
"داعش خراسان" أكبر تهديد لـ"طالبان"
في 26 أغسطس/آب، سار لوغاري، الذي كان يرتدي سترة ناسفة تزن 25 رطلاً تحت ملابسه، وسط مجموعة من القوات الأمريكية التي كانت تفتش أولئك الذين يأملون دخول مطار حامد كرزاي الدولي. وقال مسؤولون عسكريون إنه انتظر حتى أوشكت القوات على تفتيشه قبل تفجير القنبلة.
أدى الهجوم على مطار كابول إلى تصدير صورة تنظيم "داعش خراسان"، كتهديد رئيسي لقدرة حركة طالبان على حكم البلاد، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
قالت كريستين أبي زيد، مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب بواشنطن، في سبتمبر/أيلول الماضي، في مؤتمر للأمن القومي بجورجيا، إن تنظيم "داعش-خراسان" اكتسب في ذلك الوقت بعض الشهرة بطريقة "قد تكون مُرضية له تماماً".
كما حذّرت من أن "الخطر الأكبر" المقبل من أفغانستان على الولايات المتحدة والغرب، بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، قد يأتي من هذا التنظيم، وليس من تنظيم "القاعدة".
في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أخبر كولين كال، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية ورئيس إدارة السياسات في الوزارة، لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن "داعش خراسان" قد يكون قادراً على مهاجمة الولايات المتحدة في وقت ما في عام 2022.