قرَّرت الولايات المتحدة إرسال 99 مليون دولار إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وذلك في ظل أزمة تمويلٍ كبيرة تشهدها المنظمة التي تدعم أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، طبقاً لما أوردته صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021.
حيث قال مكتب شؤون السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية إن هذه الأموال "ستوفر التعليم والرعاية الصحية والإغاثة في حالات الطوارئ لمئات الآلاف من الأطفال والأسر الفلسطينية المحتاجة ".
فيما أضاف المكتب أن "الولايات المتحدة لا تزال معنية بالتركيز على اضطلاع الوكالة بمسؤولياتها، وشفافيتها وحيادها واستقرارها".
يأتي هذا كرد استباقي للمعارضة التي من المرجح أن تصدر عن الحزب الجمهوري الأمريكي بعد الإعلان عن التمويل.
كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أوقفت عام 2018 المساعدات المُقدمة للأونروا، بزعم وجود ثغرات إدارية يجب إصلاحها في المنظمة الأممية.
دعم إدارة بايدن
إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلنت إعادة الدعم المالي لنشاطات "الأونروا" والمُقدر بـ150 مليون دولار، ضمن اتفاقية "إطار عمل" مع الوكالة.
كما قدمت الولايات المتحدة قرابة 33 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لـ"الأونروا" في مايو/أيار الماضي، استجابة للعدوان الذي حدث في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جهتها، دعت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الشهر الماضي الدولَ الأعضاء إلى "تقديم إسهامات مالية للأونروا تتناسب مع دعمها السياسي. وفي الوقت الذي تتقدم فيه مزيد من الدول بإسهاماتها، ينبغي لها أيضاً أن تنضم إلى الولايات المتحدة في حثِّ الأونروا على إنشاء نموذج تمويل أكثر استدامة وأشد تمسُّكاً بالمبادئ الإنسانية".
يشار إلى أن "الأونروا" أعلنت مطلع الشهر الجاري أن هناك "تهديداً حقيقياً أمام الوكالة في الاستمرار بتقديم نفس خدماتها في عام 2022، بسبب العجز المالي الذي يصل إلى حوالي 60 مليون دولار من موازنة البرامج التشغيلية".
سبق أن قال رئيس الأونروا، في نوفمبر/تشرين الثاني، إن الوكالة عاجزة عن دفع رواتب موظفيها البالغ عددهم 28 ألف موظف في موعده المحدد، محذراً من احتمالات التوقف عن تقديم الخدمات الحيوية لملايين الأشخاص في غمار الجائحة العالمية الجارية.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، يتوزع معظمهم على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى.
جدير بالذكر أن "الأونروا" تأسست بقرار من الأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين إلى حين حل قضيتهم.
فيما يستفيد من خدمات الوكالة نحو 5.5 مليون لاجئ في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.