كشفت صحيفة The Times البريطانية أن مشاهير الشبكات الاجتماعية الذين يؤيدون خطط استثمار مشبوهة على منصات التواصل الاجتماعي الفرنسية، يخضعون للتحقيق بعد تعرض المعجبين الشباب لعمليات احتيال بملايين اليورو.
الصحيفة أوضحت في تقريرها، الأربعاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن المدعين العامين والشرطة في باريس تعاونوا مع هيئة الأسواق المالية لقمع مشاهير الشبكات الاجتماعية الشباب، وكثيرٌ منهم مقيم في دبي، الذين يروجون لمخططات الثراء السريع دون الإشارة إلى أنهم يتلقون أموالاً مقابل الإعلان عنها.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه يعتبر عدم التصريح بالإعلانات المدفوعة وكذلك الإعلان عبر الإنترنت عن المنتجات المالية المعقدة جريمة في فرنسا.
تعاون نجوم مواقع التواصل مع المحتالين
في المحاكمة الأولى غرَّم القضاء نبيلة بن عطية فيرغارا (29 عاماً)، وهي واحدة من أشهر مؤثري الشبكات الاجتماعية في فرنسا، مبلغاً قدره 20 ألف يورو لاقتراح موقع يوفر تدريباً مدفوع الأجر على تداول البيتكوين على حسابها على سناب شات. ووعد الموقع بعائد بنسبة 80% دون مخاطر لعملائه.
نبيلة -التي تشتهر باسمها الأول فقط- هي نجمة تلفزيون واقع سابقة، وتعيش في دبي، ولديها 6.9 مليون متابع على إنستغرام، وتقول وسائل الإعلام الفرنسية إنها تكسب 190 ألف يورو شهرياً من وسائل التواصل الاجتماعي.
صار مشاهير الشبكات الاجتماعية أداة ضرورية لنجاح المحتالين الذين تحولوا من إغراء كبار السن والأثرياء إلى افتراس الشباب السُذج الذين ينبهرون بالفخامة والروعة التي تظهر في منشورات الشبكات الاجتماعية، وفقاً لهيئة الأسواق المالية وشرطة مكافحة الاحتيال في فرنسا.
عمليات احتيال استثمارية
قالت هيئة الأسواق المالية: "أصبحت الشبكات الاجتماعية ومشاهيرها المدخل الجديد لعمليات الاحتيال الاستثمارية".
أضافت الهيئة: "الأهداف أصغر سناً ومن طبقة اجتماعية أقل من تلك المستهدفة تقليدياً في عمليات الاحتيال الاستثمارية، لا سيما في قطاع التجارة. وهم أقل تعليماً في هذه الموضوعات وغير قادرين على توقع تقلبات السوق".
كما أشارت الهيئة إلى أنَّ ثلث ضحايا عمليات الاحتيال في الاستثمار الفرنسي، التي بلغت قيمتها 500 مليون يورو في عام 2021، تعرضوا للاستدراج عبر مشاهير الشبكات الاجتماعية، بمتوسط خسارة 40 ألف يورو.
تنتشر أيضاً الانتهاكات التي يرتكبها من يُطلق عليهم اسم "المؤثرين الوهميين"، على الشبكات الاجتماعية باللغة الإنجليزية، مدفوعة بالوباء وصعود تطبيقات الاستثمار والتداول الجديدة، فضلاً عن معدلات الفائدة المنخفضة جداً للادخار.
حملة قمع على مشاهير الشبكات الاجتماعية
وعدت لوري بيكواو، رئيسة الادعاء في باريس، بشن حملة قمع العام المقبل. وقالت لصحيفة Les Echos التجارية: "إنَّ العواقب [بالنسبة للضحايا] غالباً ما تكون صدمة نفسية خطيرة، وبالنسبة للبعض، بداية وضع حقيقي من الفقر".
منذ الغرامة التي فُرِضَت على نبيلة في يوليو/تموز، تحركت السلطات المالية لإجبار الشبكات الاجتماعية على إغلاق قنوات العديد من المشاهير الفرنسيين.
كما مُنِع المؤثران، جاز كوريا وزوجها لوران، المعروف باسم Billionaire، من منصة سناب شات لحثهم المتابعين على تداول العملات على موقع كان يدفع لهم. ولدى الزوجين سبعة ملايين متابع على إنستغرام.
بينما اشتكت كوريا (29 عاماً) نجمة تلفزيون الواقع المولودة في لندن، من أنها فقدت دخلها وعوملت معاملة غير عادلة. وقالت لصحيفة Le Parisien: "لا أفهم لماذا لم أحصل على تحذير بسيط. إنَّ 95% من المؤثرين يواصلون نفس الأنشطة دون إزعاج".