تُواصل وسائل إعلام إسرائيلية كشف كواليس لقاء محمود عباس وبيني غانتس، الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، في تل أبيب، وكشفت عن تلقي الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له مجموعة من الامتيازات، بما فيها جزء من أموال الضرائب التي تحتجزها إسرائيل.
لقاء محمود عباس وبيني غانتس أثار انتقادات واسعة من قبل الفصائل الفلسطينية، التي نددت الأربعاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، بزيارة أبو مازن لتل أبيب، واتهمته بـ"دعم الاحتلال الإسرائيلي"، وأن ذلك يزيد من الانقسام بين الفلسطينيين.
أموال وامتيازات إسرائيلية للسلطة
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قالت الأربعاء إن غانتس "قدَّم لأبو مازن ووفده 100 مليون شيكل من أموال الضرائب بشكل مبكر، وقدَّم 600 تصريح إضافي لرجال الأعمال، و500 تصريح إضافي للدخول بالسيارة للداخل المحتل، وعشرات تصاريح VIP لمسؤولي السلطة".
بينما قال بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية مناقشة الرجلين "قضايا أمنية ومدنية على المحك".
وفق البيان ركز الاجتماع على "الاهتمام المشترك في تعزيز التنسيق الأمني والحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع الإرهاب والعنف". مضيفاً أن غانتس أبلغ عباس "أنه يعتزم مواصلة الإجراءات الهادفة إلى تعزيز الثقة في المجالين الاقتصادي والمدني".
من جهته، قال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، عبر حسابه على تويتر، إن الاجتماع "تناول العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية". وتطرّق المسؤولان أيضاً إلى "الأوضاع الميدانية المتوترة بسبب ممارسات المستوطنين".
بحسب الشيخ "تناول الاجتماع أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي، وفق قرارات الشرعية الدولية".
انتقاد لقاء محمود عباس وبيني غانتس
من جهتها، أدانت فصائل فلسطينية لقاء محمود عباس وبيني غانتس، واعتبر الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة، طارق عز الدين، في لقاء مع "شبكة قدس"، أن اللقاء "يدعم سياسات الاحتلال ضد شعبنا، في ظل هجمات المستوطنين وجيش الاحتلال بتوجيه من وزير الحرب بيني غانتس".
كما أكد أن "مثل هذه اللقاءات تتلخص أهدافها في التنسيق الأمني وتثبيت بعض الرموز والشخصيات في السلطة".
بينما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان صحفي، إن اللقاء يأتي في "ظل الهجمة المسعورة من قِبل الاحتلال ومستوطنيه"، ووصفت ما جرى بأنه "إمعان في الوهم، والرهان على السراب، وتنكّر لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وكل ضحايا الكيان وقواته، التي يقودها المجرم الصهيوني غانتس".
فيما شدّدت على أنّ اللقاء "يعكس أن رأس السلطة لا يزال يراهن على استجداء المفاوضات سبيلاً وحيداً لحل الصراع، ويستمر في تجاوز القرارات الوطنيّة الصادرة عن المجلسين الوطني والمركزي، وعن اجتماع الأمناء العامين بالانفكاك من الاتفاقيات الموقّعة مع الاحتلال، ووقف أشكال العلاقة السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة معه".
كما وصفت حركة حماس لقاء محمود عباس وبيني غانتس بأنه "مستنكر ومرفوض من الكل الوطني، وشاذ عن الروح الوطنية عند شعبنا الفلسطيني".
بينما شددت حماس على أن "هذا السلوك يعمق الانقسام السياسي الفلسطيني، ويعقد الحالة الفلسطينية، ويشجع بعض الأطراف في المنطقة التي تريد أن تطبّع مع الاحتلال، وتضعف الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع".
أضافت: "لقاء عباس وغانتس استفزاز لجماهير شعبنا، الذين يتعرّضون يومياً لحصار ظالم في قطاع غزّة، ولتصعيد عدواني يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية ومقدساتهم في الضفة والقدس، ويمثل استهتاراً بمعاناة الأسيرات والأسرى".