أعرب مجلس التعاون الخليجي، السبت 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن "أسفه" لتأجيل الانتخابات في ليبيا، بعد فشل الأطراف السياسية بالبلاد في إجرائها في موعدها الذي كان محدداً، داعياً جميع الأطراف في هذا البلد إلى "تغليب" المصالح الوطنية.
كان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا الجمعة (24 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، غير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات اقترحت تأجيل الاقتراع إلى 24 يناير/كانون الثاني المقبل، مع ذلك لا يوجد اتفاق على نطاق أوسع حتى الآن على التاريخ المقترح من المفوضية.
مجلس التعاون الخليجي قال في بيان إن أمينه العام نايف الحجرف "يعبر عن مشاركته المجتمع الدولي الأسف، لعدم إجراء الانتخابات الليبية في موعدها"، وجدّد الحجرف دعوته لجميع الأطراف الليبية إلى "تغليب المصالح الوطنية والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا".
كذلك أكد الحجرف على "حرص المجلس على الحفاظ على مصالح الشعب الليبي، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، وضمان سيادتها واستقلالها ووحدة أراضیها ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي".
كان البرلمان الليبي قال الأربعاء، 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الانتخابات الرئاسية لن تمضي قدماً في موعدها، ما يدفع عملية السلام المدعومة دولياً في دوامة الفوضى، ويلقي بالشكوك حول مصير الحكومة المؤقتة.
مثلت الانتخابات ثمرة لعملية تدعمها الأمم المتحدة، تضمّنت أيضاً تشكيل حكومة مؤقتة في وقت سابق من هذا العام، باعتبارهما خطوتين على الطريق، لإسدال الستار على عقد من الفوضى والعنف منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي ضد معمر القذافي.
كان ملتقى الحوار السياسي الليبي قد انتخب، في 5 فبراير/شباط 2021، سلطة تنفيذية موحدة، على رأسها عبد الحميد الدبيبة لرئاسة الحكومة، مهمتها الأساسية إجراء انتخابات بالبلاد، في 24 ديسمبر/كانون الأول.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، قال مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق)، الذي تهيمن عليه قوى محسوبة على اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إنه لن يعترف بحكومة الدبيبة بعد 24 ديسمبر/كانون الأول، قبل أن يعلن مؤخراً تشكيل لجنة لإعداد "خارطة طريق" لما بعد هذا التاريخ، وسط خشية من أن تقرر تشكيل حكومة موازية بالبلاد.
إلا أن جهات غربية من بينها بريطانيا قالت إنها ستواصل الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية كسلطة مكلفة بقيادة ليبيا إلى الانتخابات، وإنها لا تؤيد "إنشاء حكومات أو مؤسسات موازية".
يأمل الليبيون أن تُسهم هذه الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه بلدهم الغني بالنفط، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة أجانب قاتلت ميليشيا حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة المعترف بها دولياً.