ذكر تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية، الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن روسيا أصبحت واحدة من أكبر زبائن تركيا في اقتناء العتاد العسكري، خاصةً الطائرات بدون طيار، على الرغم من أن موسكو تعتبر من أكبر القوى العالمية في تصنيع العتاد والسلاح المتطور.
حسب التقرير الذي أعده بيتر سوسيو، الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن تجارة الأسلحة هي بحقٍّ مجال تجاري كبير، شكَّل حجمه ما يُقدَّر بـ27 مليار دولار عام 2019. وتظل الولايات المتحدة هي أكبر المُصدِّرين، فيما يُشكِّل الاتحاد الروسي وفرنسا والصين وألمانيا إلى جانبها الخمس الكبار، وهذه البلدان مسؤولة عن 78.92% من إجمالي الصادرات العالمية، غير أن هذا لا يعني أنَّ تلك البلدان تُصدِّر فقط حالياً.
تركيا.. لاعب جديد في الميدان
أصبحت تركيا منتجاً ومستخدماً رئيسياً لأنظمة الطيران غير المأهول، لكنَّها أصبحت أيضاً بائعة كبرى.
إذ بدأت الشركة التركية لصناعات الفضاء تطوير الطائرات دون طيار في 2013 بعدما توترت العلاقات بين واشنطن وأنقرة.
طوَّرت تركيا لاحقاً الطائرة Anka-S، التي تُعَد مناظرة لطائرة Reaper دون طيار لدى سلاح الجو الأمريكي. يبلغ طول طائرة Anka-SK التي يجري التحكم بها عبر القمر الصناعي، 8 أمتار تقريباً وحمولتها 181.4 كغم، وتحمل رادار فتحة تركيبية ورادار فتحة تركيبية عكسية ورادار مؤشر للأهداف الأرضية المتحركة من أجل كشف الأهداف الأرضية وتحديدها وتتبُّعها.
بل أُفِيدَ بأنَّ الطائرات دون طيار التركية استُخدِمَت لتدمير العديد من مركبات الدفاع الجوي روسية الصنع التي كانت تُشغِّلها سوريا، وطعنت موسكو في هذا الادعاء، لكنَّ ذلك لم يمنع روسيا من الإعراب عن الاهتمام بالطائرات دون طيار التركية.
أنقرة لا تمانع بيعها لروسيا
في تصريح له هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إنَّ تركيا لا مشكلة لديها في بيع الطائرات دون طيار، أو الأسلحة والمعدات العسكرية التركية الأخرى، لروسيا.
وفقاً لتقرير في وكالة تاس، صرَّح تشاووش أوغلو لقناة "Haber Turk" التركية بأنَّ "تركيا تبيع طائراتها دون طيار لمَن يحتاجها".
تمثلت إحدى نقاط التوتر بين البلدين في أنَّ تركيا باعت طائراتها دون طيار من طراز Bayraktar TB2 لأوكرانيا، التي تعتزم تسليحها بصواريخ MAM-L الصغيرة دقيقة التوجيه.
في هذا السياق، قال المدير العام لشركة Ukrspetsexport الأوكرانية، فاديم نوزدريا، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنَّ كييف مهتمة أيضاً بالإنتاج المشترك لطائرات Bayraktar.
فقد طلبت أوكرانيا الطائرات في يناير/كانون الثاني 2019، وتسلمت الأولى في يونيو/حزيران من نفس العام نفسه. والآن، بعد قرابة سنتين من التدريب، دخلت الطائرات الخدمة واستُخدِمَت في مهمة استطلاع فوق منطقة دونباس بوقتٍ سابق من هذا الشهر (ديسمبر/كانون الأول).
مقابل منظومة S-400
على الرغم من حقيقة أنَّ الطائرات دون طيار ناجحة للغاية، قال تشاووش أوغلو إنَّ الصفقة مع أوكرانيا يجب أن لا تحول دون إبرام صفقة محتملة مع روسيا.
أضاف تشاووش أوغلو: "الصفقة مع أوكرانيا ليست موجهة ضد روسيا، إذا كانت روسيا تحتاج لشراء منتجاتنا، يمكنها شراؤها، مثلما اشترينا نحن سابقاً منظوماتها الدفاعية الجوية S-400".
أعاد تشاووش أوغلو أيضاً أنَّ تركيا تواصل المفاوضات مع روسيا من أجل شراء دفعة ثانية من منظومات الدفاع الجوي S-400، على الرغم من أنَّ الولايات المتحدة والشركاء الآخرين بحلف شمال الأطلسي (الناتو) احتجوا علناً على حصول أنقرة على المنظومة. وطُرِدَت تركيا من برنامج المقاتلة F-35 "الضربة المشتركة" من تصنيع شركة لوكهيد مارتن بعدما أصرَّت الولايات المتحدة على أنَّ منظومة S-400 ومقاتلة F-35 غير متوافقتين وأنَّ تركيا ستُعرِّض أمن المقاتلة الشبحية المنتمية للجيل الخامس للخطر إذا شغلتهما معاً.