رحب المغرب، الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، بمواقف الحكومة الألمانية الجديدة، خاصة تلك المتعلقة بقضية الصحراء، واعتبرت الرباط أنها تتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين، وذلك وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية المغربي.
ويسود نوع من الجمود العلاقات بين الرباط وبرلين، منذ شهر مايو/أيار 2021، بعد أن استدعى المغرب سفيره ببرلين للتشاور بسبب "المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة"، وذلك في إشارة إلى موقف ألمانيا من قضية الصحراء.
جاء في بيان الخارجية المغربية، الذي نشرته على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن المملكة "تأمل أن تقترن هذه التصريحات بالأفعال بما يعكس روحاً جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقة على أساس الوضوح والاحترام المتبادل".
الموقف الألماني
الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول، قالت ألمانيا إن مخطط الحكم الذاتي يشكل "مساهمة مهمة" للمغرب في تسوية النزاع حول إقليم الصحراء، وذلك بحسب بيان للوزارة الفيدرالية الألمانية للشؤون الخارجية، نشرت مضامينه وكالة المغرب الرسمية.
يأتي موقف الخارجية الألمانية، بعد أيام على تدوينة للسفارة الألمانية في العاصمة المغربية الرباط، في صفحتها الرسمية بفيسبوك، قالت فيها إن "من مصلحة كلا البلدين (ألمانيا والمغرب)، عودة العلاقات الدبلوماسية، الجيدة والموسعة تقليدياً".
أبرز البيان أن "ألمانيا تدعم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ومقبول على أساس القرار 2602".
قطع العلاقات
في 6 مايو/أيار الماضي، استدعى المغرب سفيرته لدى برلين زهور العلوي، للتشاور بسبب ما وصفه بموقف ألمانيا "السلبي" بشأن قضية إقليم الصحراء و"محاولة استبعاد الرباط من الاجتماعات الإقليمية حول ليبيا".
قبل استدعاء السفيرة بشهرين، كان المغرب أعلن مطلع مارس/آذار الماضي، قطع علاقاته مع السفارة الألمانية بالعاصمة الرباط، جراء "خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية (لم يتم توضيحها وقتها بالضبط)".
في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال تقرير برلماني مغربي، إن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قال إن علاقة بلاده مع ألمانيا، يجب أن "تراعي الوضوح والمعاملة بالمثل".
جاء ذلك خلال لقاء عقده الوزير مع البرلمانيين بمجلس المستشارين (أعضاء الغرفة الثانية للبرلمان المغربي)، بحسب التقرير، الذي وُزع على البرلمانيين.
كما أوضح التقرير البرلماني أن "العلاقات الحالية للمغرب مع ألمانيا، تحتاج لعمل ومجهود، وفق منطق يراعي الوضوح والمعاملة بالمثل".
فيما تقترح الرباط حكماً ذاتياً موسعاً بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.