أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن اقتصاد بلاده سيواصل طريقه وفق قواعد اقتصاد السوق الحر، كما كان حتى الآن، وأنهم يخوض "حرب الاستقلال الاقتصادي بنجاح"، لافتاً إلى أن تركيا هي مَن سترفع احتياطي بنكها المركزي من النقد الأجنبي، وليس الأجانب.
جاء ذلك في خطاب ألقاه خلال مشاركته في حفل توزيع جوائز وقف نشر العلم الذي أقيم في قصر دولمة بهتشة بمدينة إسطنبول.
أردوغان انتقد الجهات التي تنتقد خفض الفائدة في تركيا، قائلاً: "لا تنتظروا مني شيئاً آخر".
فيما أضاف: "البلدان الأخرى حين تقدم على مثل هذه الخطوة (خفض الفائدة) تُقابَل بالتصفيق، لكن عندما تُقدم تركيا على هذه الخطوة، تتعرض لهجوم عنيف".
"استهداف الاقتصاد التركي"
كما أشار إلى "تصاعد وتيرة الهجمات التي استهدفت الاقتصاد التركي خلال الأعوام الثماني الأخيرة"، متابعاً: "ندرك مدى الأزمة التي يعاني منها مواطنونا جراء ارتفاع الأسعار الناجم عن التلاعب بأسعار صرف العملات، لكنني أؤكد أننا سنتغلب على هذه الحملات".
في حين أردف الرئيس التركي: "أود أن أؤكد مرة أخرى أنه لا ينبغي إيلاء أي أهمية لأولئك الذين يريدون جر شعبنا إلى التشاؤم وترهيب الأسواق من خلال نشر أخبار كاذبة ومضللة".
"حرب الاستقلال الاقتصادي"
حول أهمية "حرب الاستقلال الاقتصادي" التي أعلن عن خوضها في الفترة الحالية، قال أردوغان، خلال لقاء مع شباب أفارقة في مكتبة الأمة بالعاصمة أنقرة، على هامش القمة الثالثة للشراكة التركية-الإفريقية، إن حكومته تخوض هذه الحرب بشكل ناجح فعلياً.
كما أوضح أنه أعلن قبل أيام الحد الأدنى للأجور في تركيا لعام 2022 بزيادة 50%، وهي "أعلى نسبة منذ 50 عاماً، والشعب التركي يعي أهمية هذا الأمر".
أردوغان أشار أيضاً إلى أن من بين القرارات المهمة المتخذة قبل أيام، خفض سعر الفائدة 100 نقطة أساس من جديد من قِبل البنك المركزي التركي.
بينما أكد أن المعارضة التركية لا تستطيع أن تتقبل هذا الإصرار المتعلق بخفض الفائدة، "لكني قلت منذ مجيئي إلى هذا المنصب إني أعارض الفائدة، لأن الفائدة تزيد من ثراء الغني أكثر، وتجعل الفقير أكثر فقراً".
كذلك نوه إلى أن "حكومات حزب العدالة والتنمية نجحت خلال السنوات السابقة في خفض معدل التضخم حتى مستويات 4%، وستقوم بخفضه من جديد، ولن تجعل مواطنيها ضحايا للفائدة".
خفض التضخم
أيضاً أردف أردوغان: "عاجلاً أم آجلاً، فمثلما خفضنا التضخم إلى 4% عندما وصلت إلى السلطة، سنخفِّضه مرة أخرى، وسنجعله ينخفض مرة أخرى. لن أسمح لأسعار الفائدة بسحق المواطنين"، مستطرداً: "إن شاء الله سيبدأ التضخم في الانخفاض قريباً".
يشار إلى أن التضخم في تركيا كان قد انخفض إلى 4% في عام 2011، قبل أن يبدأ في الارتفاع تدريجياً من عام 2017. وقفز 3.5% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى 21.3% سنوياً.
كانت الليرة قد سجلت أدنى مستوى قياسي لها تجاوز 17 مقابل الدولار الأمريكي، يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول، بعد مخاوف من حدوث دوامة تضخم. وفقدت الليرة نحو 55% من قيمتها هذا العام، منها 37% في آخر 30 يوماً.
من جهتها، ذكرت وكالة رويترز أن أردوغان، أمر السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بفتح تحقيق في تلاعب محتمل بالعملة.
تجدر الإشارة إلى أن المفوضية الأوروبية رفعت سقف توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي عام 2021 من 5.2 إلى 9%.
جاء ذلك في تقرير نشرته المفوضية، قبل أسبوع، حول توقعات النمو الاقتصادي الأوروبي لخريف 2021.
كذلك، كشفت بيانات رسمية صادرة عن هيئة الإحصاء التركية، عن تراجع نسبة البطالة 0.4 نقطة، في الربع الثالث من العام الجاري، وذلك مقارنة بالربع الثاني من العام نفسه.