مهَّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الطريق أمام حملة انتخابه لدورة أخرى، الليلة الماضية، باعترافه بأنه بدا حاكماً مستبداً ومتهوراً في أيامه الأولى بمنصبه، لكنه تعلَّم حب الشعب الفرنسي واحترامه. ففي مقابلة تلفزيونية استمرت قرابة ساعتين، ظهر التواضع في نبرته وبدا جانحاً إلى اليسار في مواجهة أمام فاليري بيكريس، المرشحة المحافظة التي تشكل تهديداً لفرصه في الانتخابات.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، فإنه على الرغم من ذلك فقد رفض ماكرون الإفصاح رسمياً عن الموعد الذي سيعلن فيه عن ترشحه للانتخابات المنعقدة في أبريل/نيسان المقبل.
أمضى الرئيس، الذي يتقدم أغلب استطلاعات الرأي، معظم وقت ظهوره على شبكة TF1 الفرنسية في محاولة لتعديل صورة الحاكم المتعجرف النائي بنفسه عن الواقع.
لنجده يقول: "أرتكب كثيراً من الأخطاء وأحاول ألا أكررها"، وأدرك أن ميله إلى التصريحات اللاذعة في وقت مبكر قد أفقده دعم الناس، ما أدى إلى حركة السترات الصفراء عام 2019-2018. وأردف: "كنت في بعض الأحيان أتعامل بقسوة وطيش.. لكنني تعلمت أن أنظر إلى الناس بمزيد من التسامح وحسن النية، لقد تعلمت أن أحب المواطن الفرنسي بشكل أفضل".
كما أضاف أنه توصل إلى فهم مدى شعور كثير من الفرنسيين بالظلم.
الرئيس الفرنسي تابع في المناسبة ذاتها، قائلاً: "لقد علَّمتني الجائحة الضعف والتواضع، لقد جعلتني أشعر، بشكل مباشر، أكثر، بالمساواة غير المقبولة بين الشعب الفرنسي، صرت حساساً تجاه بعض الأشياء أكثر مما كنت، لكنني طموح إلى ما فيه مصلحة بلادنا وأهدف نحو الابتكار، أرغب في بلد ينعم باقتصاد قوي ويسوده العدل".
في السياق نفسه، استنكر ماكرون الآراء حول الإسلام ونهج معاداة المهاجرين الذي يتبناه إريك زمور، المعلق التلفزيوني اليميني المتطرف ووصفها بأنها "سامة".
كذلك، نعت مطالبات زمور ومارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، بالقضاء التام على الهجرة بأنها "سخيفة".
رغم ذلك فقد أقر بأن فرنسا تعاني من الخوف من الجريمة والفشل في دمج المهاجرين.