كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن الإمارات العربية المتحدة تهدد بالانسحاب من صفقة بمليارات الدولارات لشراء طائرات أمريكية الصنع من طراز إف-35 وطائرات مسيَّرة من طراز ريبر وذخائر متطورة أخرى.
حيث نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين في واشنطن، رفضت الإفصاح عن هويتهم، قولهم إن السلطات الإماراتية أبلغت المسؤولين الأمريكيين بأنها تعتزم إنهاء الصفقة، التي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار، لأن أبوظبي تعتقد أن الاشتراطات الأمنية الأمريكية لحماية الأسلحة عالية التقنية من التجسس الصيني "مرهقة للغاية".
بينما لم يتضح بعد ما إذا كانت صفقة الأسلحة الأمريكية، التي تم توقيعها في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، قد ألغيت بالفعل، أو أن التهديد الإماراتي مجرد خطوة تفاوضية عشية زيارة وفد عسكري إماراتي رفيع للبنتاغون من أجل إجراء محادثات لمدة يومين، بحسب ما نشرته "وول ستريت جورنال".
"قلق أمريكي متزايد"
في حين ينتاب المسؤولين الأمريكيين "قلق متزايد بشأن نفوذ الصين داخل الإمارات، وهو الأمر الذي دفعهم إلى "تحديد شروط من شأنها أن تضمن أن الجيل الخامس من المقاتلات النفاثة والطائرات بدون طيار المتقدمة لن تكون عرضة للتجسس الصيني".
من جهته، قال مسؤول إماراتي، في بيان أصدره الثلاثاء، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستعلق المناقشات بشأن شراء طائرات إف-35 الأمريكية الصنع، مؤكداً أن "الاشتراطات الفنية والقيود على العمليات وتحليل التكاليف والفوائد أدى إلى إعادة التقييم".
المسؤول ذاته لفت إلى أن "المحادثات بشأن الطائرات إف-35 قد يُعاد فتحها في المستقبل"، دون أن يحدد موعداً بعينه.
كان مسؤول أمريكي قد أشار، خلال الشهر الماضي، إلى أن الولايات المتحدة تنوي السير قدماً في الصفقة، لكن لابد من تفاهم واضح على "الالتزامات الإماراتية".
في سياق متصل، قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لقيادة الإمارات، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الإمارات أمرت مؤخَّراً بإيقاف العمل في منشأةٍ صينية داخل البلاد؛ بعد أن جادَلَ مسؤولون أمريكيون بأن بكين تعتزم استخدام الموقع لأغراضٍ عسكرية، وذلك على الرغم من أن أبوظبي لم تكن تعتقد أن المشروع يحمل أهدافاً عسكرية.
فيما أكد قرقاش أن أبوظبي اتخذت هذا القرار، لأنها "تسمع لمخاوف حليفها"، و"سيكون من الحماقة" عدم أخذها في الحسبان.
كانت الولايات المتحدة وافقت في عهد ترامب على بيع الطائرات للإمارات بعد أن أقامت في العام الماضي علاقات مع إسرائيل. وقالت إدارة الرئيس جو بايدن هذا العام إنها ستمضي قدماً في تنفيذ الصفقة.
صفقة "رافال" الفرنسية
يُشار إلى أن الإمارات أعلنت، يوم الأحد 5 ديسمبر/كانون الأول، أن صفقة "رافال" الفرنسية، التي وقعتها مؤخراً مع باريس، ليست بديلاً لمقاتلات "F-35" الأمريكية المرتقبة.
كانت الإمارات طلبت مطلع الشهر الجاري 80 طائرة رافال من إنتاج شركة داسو للطيران، و12 طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز كاراكال من إنتاج إيرباص هليكوبترز في إطار تعاقد لشراء السلاح قيمته 17 مليار يورو (19.2 مليار دولار).
حينها، قال قائد القوات الجوية اللواء الركن إبراهيم ناصر العلوي: "هذه الصفقة لا تعتبر خطة بديلة لصفقة F-35 المرتقبة، لكنها بالأحرى صفقة مكملة ضمن الاستراتيجية الشاملة، التي نقوم بها لتطوير قدرات القوات الجوية الإماراتية".
العلوي أضاف: "الإمارات كانت تبحث منذ فترة في الأسواق العالمية عن بديل لطائرات الميراج الموجودة حالياً في الخدمة، وأجرت محادثات مع الشركات الفرنسية لبعض الوقت، ويسعدنا الإعلان عن توقيع هذه الاتفاقية".
فيما اعتبرت تقارير غربية أن تلك الصفقة مع فرنسا تعد مؤشراً على نفاد صبر الإمارات تجاه تردد الكونغرس الأمريكي في الموافقة على صفقة إف-35.
تأتي الإمارات في المرتبة الخامسة بين أكثر مشترين للصناعات الدفاعية الفرنسية في الفترة بين 2011 و2020، مع طلبات شراء بلغت قيمتها 4,7 مليار يورو، بحسب تقرير تم تقديمه للبرلمان الفرنسي حول صادرات الأسلحة.