يوسف ندا في رسالة مفتوحة إلى أردوغان: ندعم أي محاولة للتقارب بين تركيا ومصر

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/07 الساعة 21:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/10 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش
المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا/ مواقع التواصل

وجَّه المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين، يوسف ندا، رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد فيها أن جماعة الإخوان تسعى وتدعم أي محاولة للتقارب بين تركيا وبين مصر "أيّا كان مَن يحكمها".

ندا قال، في رسالته: "نحن (الإخوان) لا ننسى أننا إحدى شرائح مصر، ولسنا كل مصر، وأن دعاءنا وما ندعو إليه هو صالح البلاد والعباد وليس صالحنا فقط".

في حين أشاد المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان بالسياسات التركية تجاه "المضطهدين في العالم"، وقال: "نحن نتمسك بحقنا الشرعي على إخواننا في العقيدة لمَن تركوا موطنهم بسبب البطش والديكتاتورية، (وأن لا يَظلِمه ولا يُسْلِمه لعدوه)".

"تطورات مختلفة للغاية"

كان أردوغان قد أكد مؤخراً في مقابلة مع قناة "تي آر تي1" الحكومية، أن العلاقات متواصلة مع مصر على مستوى الوزراء، و"يمكن أن تحدث تطورات مختلفة للغاية بهذا الخصوص أيضاً"، وذلك في وقت شهدت فيه بلاده تقارباً مع الإمارات لأول مرة منذ 10 سنوات.

هذه التصريحات التي تصدر من أردوغان ومقربيه، وما يرافقها من تحركات دبلوماسية، تشير إلى تحوّل في العلاقات بين بعض الدول، تشهده منطقة الشرق الأوسط، على رأسها تركيا وإيران والإمارات.

خلال الأشهر الماضية، انطلقت إشارات إيجابية بشأن العلاقات بين القاهرة وأنقرة، كان أبرزها تصريح لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، حول إمكانية تفاوض البلدين على ترسيم حدودهما البحرية في شرق المتوسط.

تلت ذلك إشادة من وزير الإعلام المصري، آنذاك، أسامة هيكل، بقرارات وتوجهات الحكومة التركية الأخيرة بشأن العلاقات مع القاهرة، واصفاً إياها بأنها "بادرة طيبة".

وفيما يلي نص رسالة يوسف ندا:

رسالة مفتوحة للسيد الرئيس رجب طيب أردوغان

"أبدأ الرسالة بتحيتك وشكرك على كثير من مواقفك المبدئية التي وضعتك في مقدمة رؤساء المبادئ والفضائل، رغم القيود التي يفرضها وضعك كرئيس دولة كانت من أهم إمبراطوريات العالم، ولا هَمَّ عندك أهم من أن تُعيد مجدها إلى ما كانت عليه، وفي الطريق إلى عودة ذلك المجد لم تنسَ مصالح العباد والبلاد، والحق والعدل وحاملي رايتيهم في أي مكان وخاصة العالم الإسلامي.

كانت الإمبراطورية التركية حاضنة الشعوب الإسلامية في زمن إصرار الإمبراطوريات التي عاصرتها على احتلال وإذلال وامتصاص ثروات ما يمكنها أن تحتله أو تذله وتخضعه وتمتص ثرواته، أما تركيا ففي احتضانها هذه الشعوب ودفاعها عنها بذلت من مالها وشبابها ومستقبلها.

هذا كان ماضيها القريب.. وقد بدأت رحلة عودة تركيا إلى ماضيها في عهدك، ونسأل الله التوفيق لمصالح البلاد والعباد، ويحمي صحتك لتستكمل مسيرتك.

ولا ننسى أن تركيا في عهدك فتحت أبوابها للمضطهدين في العالم، بدايةً بالعالم الإسلامي، وكثير من الإخوان المسلمين هم أهم وأكبر شريحة من هؤلاء الذين تركوا بلادهم بعد أن تَحكَّم فيها فصائل العسكر الطغاة، ووجدوا في تركيا الأخوة والحرية التي ينعم بها كل سكان تركيا سواء كانوا أتراكاً أم غيرهم.

رغم هذا فإننا نتمسك بحقنا الشرعي على إخواننا في العقيدة لمَن تركوا موطنهم بسبب البطش والديكتاتورية، (وأن لا يَظلِمه ولا يُسْلِمه لعدوه).

وسبب هذه الرسالة هو أن يصلك رأينا.. أننا ليس فقط نؤيد، ولكن نسعى وندعم أي محاولة للتقارب بين تركيا وبين مصرنا الحبيبة أيّاًّ كان مَن يحكمها، ونحن لا ننسى أننا إحدى شرائح مصر ولسنا كل مصر، وأن دعاءنا وما ندعو إليه هو صالح البلاد والعباد وليس صالحنا فقط.

أخي الرئيس.. كتب الله لك التوفيق لصالح البلاد والعباد.

يوسف ندا

مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة الإخوان المسلمين

تحميل المزيد