انسحب عدد من النواب الأردنيين، الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2021، احتجاجاً على "إعلان النوايا" مع إسرائيل، في وقت تظاهر فيه أردنيون أمام البرلمان، رافضين الإعلان الذي يتضمن مقايضة الكهرباء بالماء مع تل أبيب.
مع انطلاقة الجلسة المقررة، صوّت أعضاء المجلس على تحديد موعد خلال 14 يوماً، لعقد جلسة عامة لمناقشة إعلان "النوايا"، إلا أن العديد من النواب اعترضوا على ذلك.
النائب صالح العرموطي عضو "كتلة الإصلاح النيابية"، طالب خلال الجلسة بمغادرة وزير المياه محمد النجار للجلسة، باعتباره هو من وقع على الاتفاقية، قبل أن ينسحب العرموطي من الجلسة ويتبعه عشرات النواب، ما دفع رئيس المجلس لرفع الجلسة نصف ساعة.
ظهر العرموطي في مقطع فيديو خلال حديثه للصحفيين عقب الانسحاب من المجلس، وأبدى رفضه للجلوس مع وزير المياه، الذي قال إنه وقع الاتفاق مع الاحتلال.
من جانبها، قالت وكالة الأناضول، إن وقفة انتظمت عند البرلمان الأردني، بحضور العشرات، تقدَّمهم العرموطي، ومراد العضايلة، أمين حزب جبهة العمل الإسلامي.
رفع المشاركون لافتات كُتب عليها "تسقط اتفاقيات العار مع الكيان الصهيوني" و"مستمرون حتى إسقاط اتفاقية العار والخيانة" و"على مجلس النواب ممارسة صلاحياته الدستورية وإسقاط صفقات العار كلها" و"اتفاقية تبادل المياه والكهرباء جريمة جديدة بحق الوطن ومواطنيه".
العرموطي قال رداً على سؤال حول جدوى عقد الجلسة، خاصةً أنه لم يؤخذ برأي المجلس في اتفاقية الغاز الموقعة مع إسرائيل عام 2016، رغم الإجماع على رفضها: "المجلس سيقول كلمته اليوم، والحكومة لم تمارس ولايتها العامة، وسنقدم مذكرة حجب ثقة عن هذه الحكومة، وهي جاهزة".
أما العضايلة فقد اعتبر أن "الإعلام الصهيوني تحدى مجلس النواب الأردني بأن يكون له موقف رافض للاتفاقية، وهي ما زالت إعلان نوايا، ما يعني أن المجلس يحق له رفضها، خاصة أن من وقّعها عن الجانب الأردني هو وزير المياه".
ما هو إعلان النوايا؟
في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقع الأردن والإمارات وإسرائيل ما أُطلق عليه "إعلان النوايا"، للدخول في عملية تفاوضية للبحث في جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه.
ينص "إعلان النوايا" على أن يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لمصلحة إسرائيل، بينما تعمل تل أبيب على تحلية المياه لمصلحة الأردن الذي يعاني من الجفاف ويحصل بالفعل على مياه من إسرائيل.
وزارة المياه الأردنية، قالت في وقت سابق إن الإعلان يعني الدخول في دراسات جدوى خلال العام المقبل، ومن الممكن أن يحصل الأردن من خلاله على 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، مضيفة أنه "لا يمثل اتفاقاً فنياً أو قانونياً، ولن يُنفذ من دون الحصول على هذه الكمية من المياه".
من جانبها، قالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين إلهرار، إنه بموجب مذكرة التفاهم "سيقوم الأردن بإنتاج 600 ميغاوات من الطاقة المتجددة لصالح إسرائيل".
إلهرار أضافت أن "كل سكان الشرق الأوسط سيستفيدون من مذكرة التفاهم هذه، وليس فقط الأردن وإسرائيل. هذه رسالة إلى العالم بشأن كيف يمكن للدول أن تعمل معاً لمكافحة أزمة المناخ"، على حد زعمها.
قوبل الإعلان الأردني بغضب شعبي واسع، ودعوات إلى تظاهرات احتجاجية ضد الاتفاقية.
يُذكر أنه في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2021، وقّع الأردن اتفاقية مع إسرائيل لشراء 50 مليون متر مكعب مياه من تل أبيب، تمثل كمية إضافية لما هو منصوص عليه في اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين في 1994.
يُشار إلى أن الأردن يُصنف ثاني أفقر دولة في العالم بالمياه، وفق المؤشر العالمي للمياه.