قضت محكمة الاستئناف في سبها بجنوب ليبيا، الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول 2021، بإعادة المرشح سيف الإسلام القذافي إلى السباق الانتخابي الرئاسي، بعد النظر في الطعن الذي تقدم به ضد قرار المفوضية العليا للانتخابات استبعاده من القائمة الأولية للمرشحين.
جاء قرار المحكمة، عقب جلسة النظر في طعن سيف القذافي على استبعاده من السباق الرئاسي، وأودع محامي سيف الإسلام القذافي الأوراق والمستندات اللازمة لموكله، التي تثبت قانونية ترشحه، لدى لجنة الطعون المجتمعة داخل المحكمة.
تجمُّع أنصار سيف القذافي
في سياق متصل، وخارج المبنى، تجمَّع عشرات من أنصار سيف الإسلام القذافي، في انتظار قرار المحكمة الذي سيحدد مصير مرشحهم من عدمه
يأتي قرار المحكمة، في الوقت الذي يأمل فيه الليبيون أن تساهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد الغني بالنفط، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا حفتر لسنوات، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.
في السياق ذاته فقد حذّر وزير الداخلية الليبي، خالد مازن، من أن الانفلات الأمني يهدد سير العملية الانتخابية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
جاء هذا التحذير بعد اعتذار اللجنة المشكَّلة في محكمة مدينة سبها (جنوب)، عن نظر طعن من محامي سيف الإسلام القذافي على استبعاد الأخير من قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية، غداة محاصرة المحكمة من جانب قوات تابعة لميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
قال مازن، في مؤتمر صحفي مع وزيرة العدل حليمة إبراهيم: "لم يعد الوضع مقبولاً في سير العملية الانتخابية بشكل طبيعي، بعد أن اعتذرت اليوم اللجنة المشكَّلة في محكمة سبها عن النظر في الطعون، في ظل انفلات الوضع الأمني؛ بسبب عوامل طارئة هددت الخطة الأمنية الموضوعة".
أضاف أن "استمرار عرقلة الخطة الأمنية واتساع رقعة الانتهاكات والاعتداءات سيؤديان إلى الإضرار بكل جهود الخطة الأمنية".
عودة سيف القذافي للحياة السياسية
عاد سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية في ليبيا بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده معمر القذافي على يد محتجين إبان ثورة 17 فبراير/شباط 2011، التي أنهت نظام حكمه (1969ـ2011).
سيف الإسلام محكوم عليه في ليبيا بالإعدام؛ لإدانته بارتكاب "جرائم حرب"، ومطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية؛ لمحاكمته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، خلال محاولة قمع الاحتجاجات ضد والده.
أعلنت مفوضية الانتخابات، الأربعاء، "قائمة أولية" تضم 73 مرشحاً للانتخابات الرئاسية، بينهم حفتر، إضافة إلى أخرى شملت 25 مستبعداً، منهم سيف الإسلام.
أما يوم الثلاثاء، فقضت محكمة مدينة الزاوية الابتدائية (غرب) باستبعاد حفتر من قائمة المرشحين، بحسب إعلام محلي.