أطلقت الإمارات سراح رجل الأعمال وعامل الإغاثة التركي محمد علي أوزتورك، الذي كان محتجزاً داخل البلاد منذ فبراير/شباط عام 2018، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
جرى اتخاذ هذه الخطوة مساء الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
من جهته، قال أوزتورك لموقع Middle East Eye البريطاني، إن إطلاق سراحه جاء ضمن العفو السنوي الذي يُصدره الرئيس الإماراتي خليفة بن زايد آل نهيان، مضيفاً: "أنا سعيدٌ للغاية بعودتي لبلادي، لأعيش بصحةٍ جيدة مع عائلتي".
كان أوزتورك قد سُجِنَ بتهم تتعلّق بالإرهاب في ديسمبر/كانون الأول عام 2018 أثناء زيارته دبي لحضور معرضٍ للطعام، بعدما حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً.
إذ إنه اتُّهِمَ أوزتورك بتحويل الأموال إلى المعارضة السورية المتشددة. والعجيب أنّه اتُّهِم أيضاً بدخول سوريا دون تصريحٍ من السلطات الإماراتية، رغم أنّ سوريا تبعُد عن الإمارات نحو ألفي كيلومتر، بحسب الموقع البريطاني.
"ضحية انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان"
فيما يؤكد أنصار أوزتورك أنّه كان "ضحية انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وتجاهل لسيادة القانون، مما يُسلّط الضوء على الكيفية التي يتعرّض بها المواطنون العاديون للأذى بسبب العداء بين الدول".
بحسب بعض التقارير، تعرض أوزتورك للاعتقال على يد جهاز أمن الدول الإماراتي الذي يوصف بأنه سيئ السمعة في الـ20 من فبراير/شباط عام 2018.
لكن عدداً من المسؤولين الأتراك قالوا للموقع البريطاني العام الماضي إنّ التهم الموجهة لأوزتورك لا أساس لها من الصحة. وتساءل مسؤولٌ تركي مطلع على القضية: "كيف تحكم على شخص بالسجن مدى الحياة دون دليلٍ دامغ؟ إنها قضيةٌ سياسية".
في هذا الإطار، حصل موقع Middle East Eye على تسجيلٍ لمكالمةٍ أجراها أوزتورك مع زوجته العام الماضي، وفيها قال إنّه أُودع في الحبس الانفرادي لمدة 30 يوماً، وتعرّض للتعذيب، وخضع للتحقيق بأسئلةٍ عن أردوغان.
كما بدأ مسؤولو الإمارات الضغط على نجله عبد الله، الذي كان يدرس في الولايات المتحدة آنذاك. وقد دفعت شكوكهم ومزاعمهم بمكتب التحقيقات الفيدرالي إلى فتح تحقيقٍ في الأمر. ورغم أنّ التحقيق لم يعثر على أي مخالفات، لكن عبد الله قرر ترك الجامعة والعودة إلى تركيا.
التقارب بين تركيا والإمارات
يأتي قرار العفو عن أوزتورك في أعقاب إصلاح العلاقات بين تركيا والإمارات بعد نحو 10 أعوام من الخلافات.
فمؤخراً وقعت تركيا والإمارات اتفاقيات ضخمة بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إذ جرت مراسم التوقيع في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، بعد لقاء ثنائي وآخر على مستوى الوفود بين الجانبين.
وشملت المراسم توقيع البنك المركزي التركي ونظيره الإماراتي مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي. وكشف مصدران لوكالة رويترز أن محافظ البنك المركزي التركي، شهاب قوجي أوغلو، اجتمع مع مسؤولين من دولة الإمارات العربية المتحدة في الرئاسة التركية؛ لإجراء محادثات أولية بشأن اتفاق مبادلة محتمل.
يشار إلى أن مسؤولاً تركياً بارزاً كان قد صرّح للموقع البريطاني خلال الأسبوع الماضي بأنّهم يتوقعون الإفراج عن أوزتورك بعد لقاء الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس أردوغان في أنقرة.
جدير بالذكر أن عائلة أوزتورك كانت قد رفعت، في ديسمبر/كانون الأول 2020، دعوى قضائية في المحاكم التركية ضد سلطات أبوظبي على خلفية الانتهاكات التي تعرض لها.