عاد إريك زمور، الإعلامي اليميني المتطرف الذي يُتوقع إعلان دخوله السباق الرئاسي الفرنسي هذا الأسبوع، إلى إثارة الجدل مجدداً بعد أن استخدم إشارة "رفع الإصبع الوسطى" المهينة في وجه أحد معارضيه.
صحيفة The Times البريطانية قالت إن الهجوم الحاد وقع في ختام زيارة زمور المشحونة بالاعتراضات وصيحات الاستهجان إلى مدينة مرسيليا، فعندما اقتربت امرأة من سيارته ورفعت إصبعها الأوسط تجاهه ردَّ عليها زمور بالحركة المهينة ذاتها، موغلاً في إهانته للسيدة، كما تلفظ بكلمات مهينة، وكل ذلك في حين تضحك سارة كنافو، شريكته الحامل ومستشارته، البالغة من العمر 28 عاماً، وهي تجلس إلى جانبه.
أعقب ذلك التبادل للإهانات اتهامات إلى زمور، وهو مبتدئ سياسي ارتفعت فرص انتخابه على إثر خطابه المناهض للإسلام والمهاجرين، بأنه عاجز عن ضبط النفس الضروري للترشح في حملة رئاسية، فضلاً عن تولي الرئاسة.
لكن ذلك لم يردع زمور الذي وجه رسالة عبر تويتر إلى المرأة التي تبادل معها الإشارة المهينة، قائلاً إنه استخدم "اللغة الوحيدة التي تستوعبينها أنت ورفاقك على الفور.. ومع ذلك، أتفق معكِ بأن مجاراتك بالإشارة ذاتها التي استخدمتِها كانت أمراً يفتقر إلى اللياقة بشدة".
أما أنصار زمور، فقالوا إن بادرته كانت "عفوية"، وإنها برهنت على أنه مستعد لكسر المحظورات التي أسهمت في تعميق الفجوة التي تفصل الطبقة السياسية المهيمنة في فرنسا عن الناخبين العاديين.
ومع ذلك، بدا المحللون السياسيون غير جازمين بما إذا كان الاشتباك سيقوّض فرصه في خلافة ماكرون في انتخابات العام المقبل، أم قد يعزز صورته العامة ليصبح دونالد ترامب الفرنسي ويدعم الترويج له بوصفه متحدياً لمؤسسة الحكم التي فقدت مصداقيتها.
كان زمور يطوف المدن الفرنسية منذ أسابيع في جولة رسمية للترويج لأحدث كتبه "فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة" La France n'a pas dit son dernier mot. وأمكنته الجولة من البقاء في صدارة العناوين الرئيسية، وفي الوقت نفسه، جنَّبته أي أسئلة تفصيلية حول برنامجه الرئاسي أو خبراته القيادية، المنعدمة تقريباً.
من جهة أخرى، أظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن شعبية زمور بدأت في الانخفاض، وأقر مستشاروه بأنه في حملته الرئاسية في مرحلة حاسمة وأنه بحاجة إلى دفعة إذا كان حقاً لديه فرصة في الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات في أبريل/نيسان.
وقال أوليفييه أوبيدا، مسؤوله الصحفي، إن بادرة زمور كانت رد فعل تلقائي غريزي بعد أن قاطع المحتجون اليساريون المتطرفون زيارته إلى مرسيليا، وأضاف: "إريك زمور لا ينكر ذلك، إنه شخص تلقائي، عليكم أن تعتادوا ذلك منه".
في المقابل، قالت مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني ومنافسة زمور اليمينية المتطرفة، إن الواقعة توضح أنه غير لائق لهذا المنصب. وأضافت: "عندما تكون الوظيفة التي تتطلع إليها هي أن تصبح رئيساً، يجب أن تكون قادراً على الحفاظ على هدوئك"، وحثَّت زمور على الانسحاب من السباق والتخلص من هذا العبء.
وزعمت مارين أن زمور قدَّم نفسه في هيئة الشخصية القادرة على توحيد اليمين المتطرف مع التيار اليميني العام لهزيمة ماكرون، غير أنه "من الواضح اليوم أنه لم ينجح في الوفاء بهذا التعهد. ومن ثم فقد حان الوقت للانضمام إلينا لإطلاق هذه الحملة".
في غضون ذلك، نشرت صحيفة Le Journal du Dimanche استطلاعاً للرأي حصل فيه ماكرون على نحو 25% من الأصوات، دون تغيير عن الاستطلاع السابق قبل 3 أسابيع، في حين حصلت لوبان على 19% بزيادة 3 نقاط مئوية، وزمور على 14%، متراجعاً 3 نقاط عن الاستطلاع السابق.
يُذكر أن حزب "الجمهوريين" المنتمي إلى يمين الوسط من المقرر أن يختار مرشحه هذا الأسبوع، ومن المرجح أن يحاول زمور استقطابهم لتأييده.