وجدت شركة أسترالية صغيرة للاستشارات الطبية نفسها وسط عاصفة غير متوقعة، الخميس 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بعد أن ورد اسمها خطأ في تقرير عن اتفاقها مع حركة طالبان الأفغانية لتمويل مصنع لتصنيع الحشيش باستثمارات تبلغ 450 مليون دولار في أفغانستان.
تقرير لوكالة أنباء بجواك الأفغانية كان قد ذكر أن ممثلين لشركة سي فارم الأسترالية اجتمعوا مع مسؤولي مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية لبحث إنتاج الأدوية ومستحضرات أخرى في المصنع بما يتيح استخدام مخدر القنب واسع الانتشار في البلاد استخداماً قانونياً.
ونقلت مجموعة من وسائل الإعلام العالمية التقرير، ومنها صحيفة تايمز اللندنية التي نشرت تقريراً خاصاً ورد فيه اسم الشركة الأسترالية وأعادت حسابات على تويتر ترتبط بهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وقناة العربية نشر هذا الزعم.
غير أن "سي فارم أستراليا"، وهي شركة عائلية يعمل فيها 17 موظفاً، قالت لرويترز إنها لم تخاطب حركة طالبان قط وليس لها أي تعاملات في الخارج أو أي نشاط يستخدم فيه القنب، فيما قال توني جابيتس، المدير المالي للشركة، هاتفياً من مقر الشركة على مسافة 166 كيلومتراً من سيدني: "تلقينا 40 أو 50 مكالمة اليوم. الأمر خرج عن نطاق السيطرة. وكله أكاذيب".
تقرير اتفاق طالبان مع الشركة الأسترالية
ويأتي هذا بعد أن كشفت صحيفة The Times البريطانية أن حركة طالبان حصلت على أول صفقة لها في بيع المخدرات قانونياً بعدما تعهدت شركة أسترالية بمبلغ 330 مليون جنيه استرليني (450 مليون دولار أمريكي) للاستثمار في مركز لمعالجة نبات القنب في أفغانستان.
وقالت الصحيفة البريطانية إن نائب وزير مكافحة المخدرات الأفغاني التقى بممثل عن الشركة الأسترالية يوم الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي وعد باستثمار 450 مليون دولار في المشروع، بحسب وكالة الأنباء الأفغانية Pajhwok.
تصف شركة Cpharm نفسها بأنها الشركة الاستشارية الرائدة في مجال الخدمات الطبية في أستراليا ونيوزيلندا، ومقرها في هانتر فالي، شمال سيدني. وتقول الشركة إنها تقدم "خدمات صيدلانية تعاونية للعملاء من الشركات الناشئة إلى أكبر 10 شركات رعاية صحية متعددة الجنسيات".
وأفغانستان هي أكبر منتج للأفيون في العالم، واستحوذت على 85% من الإجمالي العالمي في عام 2020 وبالإضافة إلى إنتاج القنب، تُصنِّع الدولة كميات متزايدة من الميثامفيتامين باستخدام نبات الإيفيدرا المحلي.
وكان يوسف وفا، حاكم قندهار التابع لطالبان، قد صرح في أكتوبر/تشرين الأول، بأن الجماعة اعتقلت متعاطي المخدرات، ولن تسمح للمزارعين بزراعة الحشيش أو خشخاش الأفيون.
وأكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، أن الحركة تغير موقفها ولا تخطط لوقف تجارة الخشخاش، مضيفاً: "يمر شعبنا بأزمة اقتصادية، ومنع الناس من الحصول على مصدر دخلهم الوحيد ليس فكرة جيدة".
وأفاد مكتب الأمم المتحدة المعنيّ بالمخدرات والجريمة الأسبوع الماضي بأنَّ إنتاج الأفيون في أفغانستان قد زاد بنسبة 8% في عام 2021.
وعادت الأسعار إلى طبيعتها بعد ارتفاع قصير في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس/آب، حسبما قال ديفيد مانسفيلد، الباحث البارز في مجال الاقتصادات غير المشروعة، لشبكة TRT World.