أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أنه سينضم للقتال في الخطوط الأمامية ابتداءً من الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وذلك على خلفية احتدام الاشتباكات بين قوات الجيش الإثيوبي وعناصر الجبهة الشعبية لتحرير "تيغراي" المتمردة، التي باتت تتقدم نحو العاصمة أديس أبابا.
حيث قال، في بيان: "من الآن فصاعداً سأنتقل إلى ساحة المعركة لقيادة قوة قوات الدفاع الوطنية"، لافتاً إلى أنه "حان وقت التضحية".
فيما دعا آبي أحمد كل الإثيوبيين إلى المشاركة في الدفاع عن بلادهم ضد هجمات قوات تيغراي، مضيفاً: "لدينا مسؤولية تاريخية عن حماية اسم الحرية".
"المعركة الأخيرة"
كما أردف: "نحن الآن في اللحظة التي سنخوض فيها المعركة الأخيرة لإنقاذ إثيوبيا، خاصة في ظل توحُّد كل أعدائنا بالداخل والخارج، والذين بدأوا في بناء قوتهم على ضعف بلدنا".
تابع آبي أحمد: "هذا الصراع صراع كل إثيوبي. إنه صراع من أجل أن نترك لأطفالنا دولة، ومن أجل العيش بكرامة وحرية، وكي نحظى باحترام في العالم"، مناشداً "جميع الذين يطمحون إلى أن يذكرهم تاريخ إثيوبيا، الدفاع عن بلادهم والانضمام لساحة القتال".
في حين سبق أن دعا الجيش الإثيوبي، الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، جنوده المتقاعدين وقدامى المحاربين، إلى العودة لصفوف القوات المسلحة الاتحادية والمشاركة في العمليات العسكرية التي تهدف إلى صدّ تقدم قوات تيغراي.
في وقت سابق من يوم الإثنين، دعت السفارة التركية في أديس أبابا، عبر حسابها الرسمي على تويتر، مواطنيها الموجودين في إثيوبيا إلى مغادرتها عبر الرحلات الجوية المجدولة، وذلك "بناء على التطورات المتسارعة في الوضع الأمني لإثيوبيا".
من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن واشنطن تواصل الضغط من أجل وقف فوري للأعمال القتالية في إثيوبيا دون شروط مسبقة.
كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد ناشد، الجمعة، رئيس وزراء إثيوبيا، وزعيم الجبهة الشعبية لتحرير "تيغراي"، ديبريسيون جيبرميشيل، إنهاء القتال وبدء مفاوضات شاملة لحل الأزمة في البلاد.
تطورات متسارعة
تأتي الأحداث في "تيغراي"، شمالي إثيوبيا، بعد مرور عام كامل على اندلاع اشتباكات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بين الجيش الإثيوبي والجبهة المتمردة، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم رداً على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
مؤخراً، شهد إقليم تيغراي، تطورات متسارعة، حيث أعلنت أديس أبابا حالة الطوارئ في عموم البلاد، نتيجة تقدُّم قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" ببعض الولايات في الإقليم.
إزاء تلك التطورات، دعت دول إفريقية وغربية إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا، بعد أن قالت قوات إقليم تيغراي بالشمال إنها اقتربت من العاصمة أديس أبابا.
وفق مراقبين، تسبب الصراع في تشريد مئات الآلاف، وفرار أكثر من 60 ألفاً إلى السودان، فيما تقول الخرطوم إن أعدادهم بلغت 71 ألفاً و488 شخصاً.