قال رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الأول 2021 إن بلاده لا تسعى لمواجهة مع بولندا، لكنها تريد أن يستقبل الاتحاد الأوروبي ألفين من المهاجرين من العالقين على حدودها.
يأتي هذا بعدما حذر رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيسكي، أمس الأحد، من أن أزمة المهاجرين على حدود بيلاروسيا، يمكن أن تكون مقدمة "لشيء أسوأ"، وقال حرس الحدود البولندي إن مينسك ما زالت تنقل مهاجرين إلى المنطقة.
وكالة أنباء "بيلتا" الرسمية في بيلاروسيا، نقلت عن لوكاشينكو قوله: "إنه لا يريد تصعيد الأمور"، وأضاف: "نحتاج إلى أن نصل إلى البولنديين، إلى كل بولندي، وأن نبيّن لهم أننا لسنا همجاً وأننا لا نريد المواجهة. نحن لسنا في حاجة إليها. لأننا نفهم أننا إذا ذهبنا بعيداً فلا يمكن تجنب الحرب".
لوكاشينكو اعتبر أنه "لا يجد مفراً من أن تستقبل ألمانيا بعض المهاجرين"، واشتكى من أن التكتل يتحاشى الاتصال مع مينسك حول الموضوع.
كانت المفوضية الأوروبية وألمانيا قد رفضتا علناً، الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 اقتراحاً قدمته بيلاروسيا البيضاء في نفس اليوم بأن تستقبل دول الاتحاد ألفين من المهاجرين العالقين حالياً في أراضيها.
أيضاً تقضي خطة وضعتها بيلاروسيا بأن تعيد نحو 5 آلاف مهاجر آخرين إلى بلادهم، وأُعيد بالفعل نحو 400 عراقي إلى بلادهم في الأسبوع الماضي في أول إجراء من نوعه منذ بدء الأزمة في أغسطس/آب 2021.
من جانبه، يتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا باستقدام آلاف الأشخاص جواً من الشرق الأوسط، ودفعهم إلى العبور إلى أراضيه عبر بولندا وليتوانيا ولاتفيا، رداً على عقوبات أوروبية، فيما تنفي مينسك افتعال أزمة.
بدورها هددت بولندا بوقف خط للقطارات بين البلدين إذا لم يتحسَّن الموقف، ونُسب إلى لوكاشينكو القول إن هذا التهديد يمكن أن يأتي بأثر عكسي.
وضع صعب للمهاجرين
يأتي ذلك بينما يزداد الوضع الصحي تفاقماً لطالبي اللجوء المتواجدين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، بعد أن توجهوا إلى المنطقة أملاً في العبور إلى الأراضي الأوروبية.
في مدينة هرودنا الحدودية في بيلاروسيا، يواجه قرابة ألفي طالب لجوء بينهم نساء وأطفال، ظروفاً معيشية صعبة، حيث يقيمون في مركز لوجستي، وفقاً لوكالة الأناضول.
بالرغم من محاولة سكان المنطقة تقديم الدعم لطالبي اللجوء المستمرين في الانتظار، إلى جانب العديد من المؤسسات الحكومية الرسمية، فإن الوضع الصحي للاجئين يزداد سوءاً يوماً بعد آخر.
في سياق متصل، أطلع يوري كاراييف، نائب رئيس بيلاروسيا، وفداً من "الصحة العالمية" على أوضاع طالبي اللجوء، لافتاً إلى نقل قرابة 100 منهم إلى المستشفى، لتدهور وضعهم الصحي.
أشار "كاراييف" إلى أن أغلب من نُقلوا إلى المستشفى، كانوا مصابين بالالتهاب الرئوي.
يُذكر أنه خلال الأسبوع الماضي حاول الكثير من طالبي اللجوء عبور الحدود لدخول بولندا من بيلاروسيا، حيث يوجد حالياً حوالي 4 آلاف طالب لجوء على الحدود بين البلدين، بحسب وكالة الأنباء البولندية.