سلَّمت روسيا إلى لبنان صوراً التقطتها الأقمار الصناعية لمرفأ بيروت قبل وبعد الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية شهر أغسطس/آب 2020، حسب ما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد أن أجرى محادثات مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب في موسكو الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
خلال شهر أغسطس/آب الماضي، قالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشال عون طلب من السفير الروسي ألكسندر روداكوف الحصول على صور الأقمار الصناعية التي تعود ليوم الرابع من أغسطس/آب 2020 عندما هزّ انفجار هائل مرفأ بيروت، وهي الصور التي رفضت دول غربية تسليمها للبنان.
صور انفجار مرفأ بيروت
وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) قالت الأسبوع الماضي إنها وافقت على تقديم الصور بموجب طلب من الرئيس اللبناني ميشال عون. وكان ذلك الانفجار هو أسوأ كارثة يشهدها لبنان في وقت السلم.
أضاف لافروف للصحفيين: "بناء على طلب الحكومة اللبنانية، سلمنا اليوم (الإثنين) مواد أعدتها روسكوزموس… صوراً بالأقمار الصناعية، ونأمل أنها ستساعد في التحقيق في أسباب ذلك الحادث. القضية تحظى الآن باهتمام جاد جداً في لبنان ونأمل أن يتسنى إنهاؤها".
تسبب الانفجار، وهو أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم، في مقتل أكثر من 215 شخصاً وإصابة الألوف وتدمير مساحات واسعة من العاصمة اللبنانية في يوم الرابع من أغسطس/آب 2020. ولا يزال التحقيق جارياً.
كما أوضح لافروف أنه بحث كذلك مع نظيره اللبناني إمكانية مشاركة شركات روسية في إعادة بناء البنية التحتية التي دمرها الانفجار. ولم يذكر لافروف أي شركات يمكن أن تشارك.
تعثُّر التحقيقات في الانفجار
بينما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن قاضي التحقيقات في ملابسات انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار طلب في مايو/أيار من عدة بلدان صور الأقمار الصناعية، لكنها لم تذكر أسماء تلك البلدان.
فيما اشتكى كبار السياسيين، ومنهم عون، مراراً من عدم الاستجابة لطلبات الحصول على صور الأقمار الصناعية الخاصة بيوم الانفجار.
كما طلب رئيس الحكومة السابق حسان دياب هذه الصور من فرنسا وإيطاليا، لكنه قال إنه لم يحصل عليها.
بينما واجه التحقيق في انفجار المرفأ، أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم، عثرات في ظل حملة شعواء على البيطار ومعارضة فصائل قوية.
إذ يشعر الكثير من اللبنانيين بالغضب بسبب مرور أكثر من عام على الانفجار دون محاسبة أي مسؤول كبير على أسوأ كارثة تشهدها البلاد في أوقات السلم مع انزلاقها نحو أزمة سياسية واقتصادية.
كما طالب مانحون أجانب بإجراء تحقيق يتسم بالشفافية بشأن الانفجار الذي نتج عن كمية ضخمة من نترات الأمونيوم كانت مخزنة دون مراعاة إجراءات السلامة في مرفأ بيروت.