يستعد موظفو شركة أمازون الأمريكية في أكثر من 20 دولة حول العالم لتنظيم إضراب كبير عن العمل يوم "الجمعة السوداء" الموافق 26 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك ضمن مساعٍ لتحسين أوضاع العمال والمطالبة بمساءلة كبار المديرين التنفيذيين، طبقاً لما أورده موقع Business Insider الأمريكي، السبت 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
هذه التحركات تأتي ضمن حملة "Make Amazon Pay" (اجعلوا شركة أمازون تدفع المال) التي يقودها تحالف يضم 70 نقابة عمالية ومنظمات بما فيها "غرين بيس" الدولية (غير حكومية)، و"أوكسفام" (Oxfam) الخيرية، وأمازون ووركرز إنترناشونال.
من المتوقع أن يشارك الموظفون في كل الأقسام "من مصافي النفط إلى المصانع والمستودعات ومراكز البيانات ومكاتب الشركة" جميعاً في فعالية 26 نوفمبر/تشرين الثاني، بخلاف مشاركة نشطاء متضامنين مع قضايا العمال، بحسب ما أعلنت عنه الحملة.
فيما أوضحت الحملة، ضمن قائمة المطالبات التي نشرتها على موقعها: "لقد كشفت الجائحة عن كيف أن أمازون تبدِّي الأرباح على مصلحة العمال والمجتمع وكوكبنا. فأمازون تكسب الكثير وفي المقابل تعطي الفتات. حان الوقت لجعل أمازون تدفع".
استنكار متزايد من موظفي أمازون
أتت تلك الاحتجاجات المرتقبة وسط استنكار متزايد من موظفي أمازون لظروف العمل، التي تشمل ساعات العمل الطويلة، والرواتب المنخفضة، وأنظمة مراجعة الأداء المعقدة. وتشمل مطالبات الحملة زيادة الرواتب وتحسين التأمين على العمل و"تعليق نظام الإنتاجية والمراقبة القاسي الذي تستخدمه أمازون للضغط على العمال".
كما تطالب الحملة بـ"رد الجميل للمجتمع" الذي يشمل جهود الاستدامة المحسنة وزيادة الشفافية على البيانات والخصوصية وإنهاء الشراكات مع قوات الشرطة وسلطات الهجرة التي تتعامل بـ"عنصرية مؤسسية".
الحملة تابعت: "ليست أمازون وحدها من تطبق هذه الممارسات، بل هي تقع في قلب نظام فاشل يدفع إلى عدم المساواة وانهيار المناخ والانحلال الديمقراطي الذي يترك ندوباً واضحة في المجتمع".
من جهتها، قالت كيلي نانتل المتحدثة باسم شركة أمازون، في بيان لها، إن الشركة تبتكر وتستثمر في العديد من الفئات التي تتناولها الحملة، بما في ذلك الجهود المتعلقة بالمناخ مثل الالتزام بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2040، بالإضافة إلى أنها تدفع نحو تحسين الأجور والمزايا التنافسية.
في حين وجهت حملة Make Amazon Pay اتهامات لأمازون بالتهرب من الضرائب؛ فوفقاً لتقرير نشرته منظمة ProPublica الأمريكية في يونيو/حزيران، لم يدفع مؤسس أمازون جيف بيزوس أي ضرائب على الدخل بين عامي 2006 و2008. ويُعد حالياً أغنى شخص في العالم بصافي ثروة يبلغ 210.7 مليار دولار.
في هذا الإطار، جاء في مقطع فيديو نشرته الحملة على موقعها: "زادت ثروة أمازون كثيراً خلال الجائحة، لدرجة أنه لو كان أصحابها دفعوا لكل 1.3 مليون موظف مكافأة قدرها 690 ألف دولار مقابل العمل في ظل ظروف الكوفيد، لظلوا أثرياء مثلما كانوا في عام 2020".
كانت الحملة قد تشكلت لأول مرة عام 2020 وساهمت منذ ذلك الحين في سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات ضد سياسات الشركة، ولا سيما مع تصاعد الاضطرابات أثناء الجائحة.
عملاق التجارة الإلكترونية
يأتي ذلك في وقت قال تقرير- نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية سابقاً- إنه رغم الصعوبات الاقتصادية التي شهدتها الشركات حول العالم هذا العام إثر تفشي جائحة كورونا، استطاعت شركة أمازون، المعروفة بأنها "عملاق التجارة الإلكترونية"، أن تستمر في النمو، حيث ارتفع سهمها منذ بداية عام 2020 بأكثر من 70%.
إضافة إلى ازدهار أعمالها وارتفاع سهمها هذا العام، قامت "أمازون" أيضاً، بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2020، بتوظيف أكثر من 427 ألف موظف جديد، حيث بلغت قوتها العاملة 1.2 مليون، أي ما يعادل توظيف 1400 شخصٍ كل يوم منذ بداية العام، وفقاً لما ذكره المنتدى الاقتصادي العالمي.
حيث أدرجت قائمة "فورتشن 500″، "أمازون" كخامس أكبر شركة من ناحية أعداد الموظفين، ومن المرجح أن تؤدي المستويات التاريخية للتوظيف في "أمازون" إلى رفعها إلى المرتبة الثالثة بنهاية العام، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي.
في المقابل، فقد ارتفعت "أمازون" على القائمة من المرتبة العاشرة إلى المرتبة الخامسة بين كبرى الشركات الموظِّفة، في غضون عامين فقط.
جدير بالذكر أن "أمازون" وغيرها من شركات التوصيل والتسوق الإلكتروني شهدت طلباً متزايداً على خدماتها هذا العام، وسط قيود التباعد الاجتماعي التي فرضتها جائحة كورونا، وإغلاق العديد من الأعمال التجارية وعمل كثير من الأشخاص عن بُعد.