قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته السبت 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن التوترات الناشبة في ولاية كشمير لاتزال على حد السكين بعد تبادل لإطلاق النار مع السلطات الهندية، أسفر عن مقتل أربعة أفراد. زعمت أسر الضحايا أن الشرطة استخدمت المواطنين الأبرياء لإقامة "درع بشرية" في ظل إطلاق النيران.
وصفت الشرطة الحادثة، التي وقعت يوم الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عندما أغارت الشرطة على مجمع تجاري، في البداية بأنها عملية لمكافحة التمرد لقي فيها مسلحان ورفاقهما مصرعهم في تبادل لإطلاق النار.
اتهامات بارتكاب جريمة قتل
رغم ذلك اتهمت أسر ثلاثة من الضحايا القوات الهندية بارتكاب جريمة القتل بدم بارد، وقد أثارت القضية موجاتٍ من الغضب عبر كشمير، وهي منطقة تعاني من مزاعم معتادة للقتل خارج نطاق القضاء. دعا مسؤول إقليمي كبير بالهند إلى فتح تحقيق في مقتل الضحايا، وقد فرضت المنطقة إضراباً عن العمل؛ احتجاجاً على ما حدث، يوم الجمعة 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
قدمت عائلات اثنين آخرين من المقتولين ادعاءات مماثلة في وقت لاحق، ورفضوا مزاعم الشرطة بأن أقاربهم كانت لهم أي صلات بالمتمردين، وزعموا أن الشرطة قد قتلت مدنيين وصرحت مضللةً بأنهم مسلحون.
حُدِّدَت هوية الضحيتين الأخريين وأنهما مدثر غول، طبيب أسنان يعمل وكيلاً عقارياً، ومساعد مكتبه عامر ماغراي. وصرحت الشرطة بأن الشخص الرابع الذي قُتل في الغارات متطرف باكستاني يستخدم الاسم المستعار "حيدر".
مما زاد من وطأة كرب العائلات أن الشرطة دفنت سراً الأربعة الذين قُتلوا في الغارة بجنح الظلام في غابةٍ تبعد أكثر من 50 متراً شمال العاصمة، سريناغار، حيث وقعت أعمال القتل.
مع احتدام الغضب على مدار الأسبوع، أدلت الشرطة بتصريحات مختلفة. قالوا بادئاً إن بهات وغول كانا متطرفين، لكنهم تراجعوا فيما بعد وقالوا إنهما ربما كانا مدنيين قُتلا في إطلاق نار غامض. وأكدت الشرطة أن ماغراي كان متطرفاً، لكن عائلته أنكرت وقالت إنه كان عاملاً محلياً.
بحسب الشهود الحاضرين في أثناء المداهمة، تلقت الشرطة بلاغاً بوجود متطرف في المجمع التجاري. وزعموا أنهم ألقوا القبض على غول وبهات وماغراي، الذين عمِلوا جميعاً في المنطقة المجاورة، وأجبروهم على تفتيش المبنى. ثم سمع صوت طلقات نارية في مكان الحادث فيما بعد. وقالت الشرطة إن المتطرفين بدأوا بإطلاق الرصاص؛ مما أدى إلى تبادل إطلاق نيران، لكن أسر الضحايا تزعم أن الضباط قتلوا ثلاثة مواطنين أبرياء.
احتجاجات لطلب جثث الضحايا
نظمت العائلات اعتصاماً احتجاجياً في سريناغار بالمنطقة الصحفية يوم الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021؛ للمطالبة بجثث ذويهم. لكن الشرطة فضَّت الاحتجاج بالقوة فيما بعد، أما عن جثتي بهات وغول فقد أُخرجتا من القبر في اليوم التالي وسُلِّمَتا.
أخبر أفراد عائلة بهات وغول صحيفة The Guardian البريطانية، بأنه كانت هناك علامات تعذيب على جثتَي الرجلين، ويبدو أنهما تعرضا للضرب أولاً ثم الرمي بالرصاص.
من جانبها قالت حميرة مدثر، زوجة غول، ضاربةً بادعاءات الشرطة أنه كان متطرفاً مرتبطاً عرض الحائط، إن "القوات قتلته للحصول على مكافآت نقدية". غالباً ما يحصل الضباط في كشمير على مكافآت لقتل متطرفين، في صورة حوافز مالية أو ترقيات.
أقيمت جنازة بهات أخيراً مساء يوم الخميس. وقالت صايما بهات ابنة أخت بهات: "وضعت الشرطة شروطاً لدفنه من دون أي تأخير مع حضور عدد معين. وهددت أيضاً بعواقب وخيمة إذا حدثت أية احتجاجات أو حضر الصحفيون".
تواصل عائلة ماغراي (32 عاماً)، المطالبة بإعادة جثمانه. وقال نديم ابن عمه: "لقد قتلوا شخصاً بريئاً واستولوا على جثته أيضاً".
في السياق ذاته بدأت السلطات التحقيقات في الحادثة، لكن انعدام الثقة يسود الموقف، إضافة إلى أن عائلات الضحايا فقدت الأمل في تطبيق العدالة. وقالت صايما بهات: "نريد تحقيقاً مستقلاً، وسنقاتل حتى يلقى الجناة عقابهم".