قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، نقلاً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إنَّ إيران سرَّعت إنتاج اليورانيوم المُخصَّب، لدرجة أنها ربما تمتلك مخزوناً يكفي لصنع سلاح نووي في غضون أشهر.
يقول أحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب البرنامج النووي للبلاد، إنَّ لديها الآن 17.7 كيلوغرام من اليورانيوم المُخصَّب حتى درجة نقاء 60%، أي أقل من مستوى صنع الأسلحة، في ارتفاع من 10 كيلوغرامات في وقت التقرير الأخير في أغسطس/آب 2021.
إنتاج اليورانيوم المخصب
يمكن أن تنتج هذه الكمية نحو 10 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب حتى 90%، وهو المستوى المطلوب لسلاح نووي. وتكفي كمية 20 كيلوغراماً تقريباً لصنع قنبلة، والسرعة التي يتقدم بها التخصيب تشير إلى أنه يمكن الوصول إلى هذه الكمية في غضون بضعة أشهر.
يضيف تقرير الوكالة أن هناك حاجة للمحادثات بشأن مستقبل البرنامج النووي والعقوبات الأمريكية على إيران، والتي من المقرر استئنافها في نهاية الشهر.
يأمل الدبلوماسيون المتفائلون باستئناف الاتفاق الذي أبرمه الرئيس أوباما مع إيران في عام 2015، والذي تخلى عنه الرئيس ترامب بعد ثلاث سنوات، أن يكون النشاط النووي الإيراني لمجرد بناء موقف تفاوضي.
مع ذلك، فقد قارن الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً، إبراهيم رئيسي، تسريع البرنامج بفرض مطالب أكبر من أي وقت مضى، على الولايات المتحدة، على الرغم من خطر انهيار المحادثات.
الاستخدام المدني لليورانيوم
بموجب الاتفاق، وافقت إيران على تقييد التخصيب إلى 3.5%، وهو المستوى المطلوب لمعظم الاستخدامات المدنية، مثل توليد الطاقة الكهربائية. لكن عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي في 2018، أحجمت إيران في البداية عن انتهاك التزاماتها في الاتفاق، لكن في يناير/كانون الثاني 2021 أعلنت أنها ستستأنف التخصيب وصولاً إلى 20%، وهو المستوى الذي وصلت إليه قبل عام 2015. والوصول بالتخصيب من 60% إلى 90% أسهل وأسرع جزء من العملية.
منذ انتخاب "رئيسي"، قال إنه سيرفض السماح لمفاوضيه بمناقشة إعادة تطبيق القيود على البرنامج النووي حتى ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات التي فرضتها على إيران منذ قرار ترامب، وضمن ذلك تلك المطبَّقة على الملفات غير النووية.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه سيعود إلى البنود المتفق عليها في 2015، لكنه يريد تأكيدات بأنَّ المحادثات ستؤدي إلى مفاوضات أوسع حول دور إيران في الشرق الأوسط. ويشعر الحزب الجمهوري وبعض الديمقراطيين بالقلق من أنَّ ضخ مزيد من الأموال في الاقتصاد الإيراني سيسمح له بإنفاق المزيد على نشاط الميليشيات بجميع أنحاء المنطقة.
إضافة إلى ذلك، يريد بايدن إجراء محادثات بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وهو مصدر قلق خاص لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج المعادين لطهران.
في المقابل اتهم بيان مشترك صادر عن مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، إيران، يوم الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بتبني "سياسات عدوانية وخطيرة"، وحثها على الاستفادة من استئناف المحادثات "لمنع الصراع". وأضاف أنَّ "دعم إيران للميليشيات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة وبرنامجها للصواريخ الباليستية يشكلان تهديداً واضحاً لأمن المنطقة واستقرارها".
من المقرر أن يزور رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إيران، الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021. ويسعى غروسي إلى إقناع طهران بالسماح بالوصول الكامل إلى الدوائر التلفزيونية المغلقة التي استعان بها مفتشو الوكالة سابقاً لتدقيق تقييماتهم للبرنامج النووي، الذي منعته السلطات.