قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إنه تقرر تبرئة رجلين أُدينا في اغتيال مالكولم إكس بعد أكثر من نصف قرن، إذ يقول المدعون الآن إنَّ السلطات حجبت الأدلة في مقتل زعيم الحقوق المدنية الأمريكي.
يحصل محمد عزيز والراحل خليل إسلام، اللذان سُجِنا 42 عاماً بسبب هذه الجريمة، على براءتهما بعد تحقيق استمر قرابة عامين أجراه المحامون الممثلون لهما ومكتب المدعي العام في مانهاتن. ومن المتوقع أن يكون موعد المحكمة الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
الحصول على العدالة المستحقة
قال المدعي العام لمنطقة مانهاتن، سايروس فانس جونيور، لصحيفة The New York Times، التي كانت أول من نشر الخبر: "يشير هذا إلى حقيقة أنَّ تطبيق القانون عبر التاريخ فشل في كثير من الأحيان في الوفاء بمسؤولياته. هؤلاء الرجال لم يحصلوا على العدالة التي يستحقونها".
برز نجم مالكولم إكس، أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل والأكثر إلهاماً في عصر الحقوق المدنية؛ لدفاعه عن قوة السود بصفته المتحدث الرئيسي باسم حركة أمة الإسلام. واشتهر بحثِّه السود على المطالبة بحقوقهم المدنية "بأية وسيلة ضرورية".
قُتِل الزعيم الموقر بالرصاص عندما شرع في خطاب بقاعة أودوبون في حي هارلم بولاية نيويورك في 21 فبراير/شباط 1965. وكان قد ترك حركة أمة الإسلام قبل عام، ووضع تصوراً لمشروع جديد هو منظمة الوحدة الأفرو-أمريكية.
أعاد مسلسل وثائقي على منصة نتفليكس، بعنوان "Who Killed Malcolm X-من قتل مالكوم إكس؟"، إثارة الاهتمام بالقضية التاريخية في العام الماضي، وأثار الشكوك بأنَّ نظام العدالة الأمريكي قد استهدف الرجال الخطأ.
إدانة القتلة
أُدين عزيز وإسلام ورجل ثالثٌ اسمه مجاهد عبد الحليم -كان معروفاً وقت الجريمة باسم تالمادج هاير ولاحقاً باسم توماس هاجان- بالقتل في مارس/آذار 1966، وحُكِم عليهم بالسجن المؤبد.
اعترف حليم بأنه كان أحد ثلاثة مسلحين هاجموا مالكولم إكس، لكنه شهد بعدم تورط عزيز وإسلام، اللذين أكدا براءتهما أيضاً.
عقب عقود، قام محامو الرجال، ومنظمة Innocence Project الأمريكية غير الربحية ومكتب المدعي العام في مانهاتن، بتجميع خيوط الجريمة، على الرغم من وجود عدد قليل من الشهود الأحياء أو المشتبه بهم المحتملين، والوثائق والأدلة المادية غير متوافرة إلى حد كبير.
برغم هذه العقبات، وجدوا ما يكفي لاستنتاج أنَّ هيئة محلفين جديدة ربما تبرئ الرجلين. وتوصل التحقيق إلى شاهد حي أيَّد حجة عزيز بأنه كان في المنزل يوم الاغتيال، بجانب وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي حول مشتبه بهم آخرين، وأكثر من ذلك.
سوء سلوك وتطرُّف
قالت المحامية ديبورا فرانسوا لصحيفة The Times: "لم يكن هذا مجرد سهو. كان هذا نتاجاً لسوء السلوك الرسمي الجسيم والمتطرف".
أُطلِق سراح عزيز، الذي كان يُدعَى "نورمان 3 إكس بتلر" وقت إطلاق النار، في عام 1985. وهو يبلغ الآن 83 عاماً. بينما أُطلِق سراح إسلام، الذي اشتهر سابقاً باسم "توماس إكس جونسون"، بعدها بعامين وتوفي في عام 2009.
وفقاً لصحيفة The Times، قضى الاثنان معاً سنوات بالحبس الانفرادي، وحُبِسوا في بعض أكثر سجون نيويورك المشددة الحراسة وسيئة السمعة. وكان لدى كليهما أطفال عند اعتقالهما، وانهارت زيجاتهما.
قال محامي الحقوق المدنية ديفيد شانيز: "لقد أثر ذلك بكل طريقة يمكن أن تتخيلها في حياتهم وحياة عائلاتهم".