أعلنت منظمة حقوقية إسرائيلية، الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنها وثّقت 451 هجوماً شنها مستوطنون يهود ضد فلسطينيين، منذ مطلع 2020 إلى منتصف 2021، مشيرةً إلى أن القوات الإسرائيلية لم تتدخل لمنع معظم تلك الهجمات.
منظمة "بتسيلم" أشارت في تقريرها المؤلف من أربعين صفحة، إلى أنه في 66% من هجمات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة ضد فلسطينيين، لم تتوجّه القوات الإسرائيلية إلى موقع الحادثة.
في المجموع، قدم الجنود إلى الموقع في 183 هجوماً، بما في ذلك 170 لم يفعلوا فيها شيئاً، أو شاركوا في الهجمات إلى جانب المستوطنين، بحسب المنظمة.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم المنظمة غير الحكومية درور سادوت، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه "في 13 حالة فقط تدخل الجيش مع المستوطنين من أجل منع أعمال العنف".
أشار التقرير أيضاً إلى أن "المستوطنين يمارسون عُنفهم بدعم تامّ من الدّولة -هي تتيحه وممثّلوها يشاركون في تنفيذه- وذلك كجزء من استراتيجيّة نظام الأبارتايد (الفصل العنصري) الإسرائيليّ السّاعي إلى قضم المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينيّة لاستكمال عمليّة الاستيلاء الجارية".
سرد تقرير المنظمة خمسة أمثلة في أجزاء مختلفة من الضفة الغربية، شهدت سيطرة مستوطنين عنيفين على أكثر من 2800 هكتار من الأراضي، وأشارت إلى حالة مزرعة ماعون التي أقيمت بشكل غير قانوني في جنوب الضفة، لكنها باتت مع بؤرة فرعية أخرى تسيطر على نحو 264 هكتارا، بما في ذلك طرقات مراع يستخدمها سكان المنطقة الفلسطينيين.
نقلت المنظمة عن الراعي جمعة ربيعي (48 عاماً) من منطقة التواني الفلسطينية، قوله إن هجمات المستوطنين تدفعه إلى ترك الفلاحة التي كانت عائلته تعتاش عليها.
أضاف ربيعي أن مستوطنين هاجموه بشدة في 2018، ونقلت المنظمة عنه قوله: "كسروا ساقي وكان علي قضاء أسبوعين في المستشفى ومواصلة علاجي في المنزل". وتابع "كان عليّ بيع معظم ماشيتي لتغطية تكاليف العلاج".
تعد بعض البؤر الاستيطانية بما فيها مزرعة ماعون غير شرعية بموجب القانون الإسرائيلي، لكن الحكومة كانت بطيئة أو غير راغبة في إخلائها.
تشير بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
في المقابل، تواصل إسرائيل هدم المساكن الفلسطينية بدعوى البناء دون ترخيص، إذ هدم الجيش الإسرائيلي 698 مبنى، وهجّر 949 فلسطينياً في المنطقة "ج" من الضفة الغربية وشرقي القدس، منذ بداية العام الجاري وحتى 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بحسب توثيق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.