أعربت بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن استيائها من العداء الذي واجهته لكونها أكبر من زوجها بنحو 24 سنة، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Times البريطانية الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
جاء ذلك في مقابلة نادرة، قالت فيها السيدة الفرنسية الأولى (68 سنة) إنها لطالما أدركت أن زواجها "غير تقليدي"، لكنها عجزت عن استيعاب مستوى "العدوانية" المتولّد حيالها بسببه.
بريجيت ماكرون أفصحت عن تألمها الشديد أيضاً لتصويرها كما لو أنها ماري أنطوانيت المعاصرة، تعيش حياة الرفاهية ولا تعرف شيئاً عن حياة الناس العادية.
دور بريجيت ماكرون في حياة الرئيس
مع ذلك، سلّطت عقيلة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون الضوءَ على الدور الذي اضطلعت به إلى جانب زوجها، فهي لها رأي في سياساته وتعييناته لا يقل أهمية عن آراء أليكسيس كوهلر، الأمين العام للإليزيه.
تأتي تلك المقابلة مع صحيفة Le Monde الفرنسية بالتزامن مع استعداد الرئيس الفرنسي (43 عاماً) لحملة إعادة انتخابه العام المقبل مع تحول كبير إلى المزاج اليميني يشهده الرأي العام الفرنسي.
السيدة الأولى، التي نشأت في أسرة بورجوازية وتلقت تعليمها في مدرسة كاثوليكية خاصة في بلدة أميان الشمالية، ينظر إليها مسؤولو حملة ماكرون على أنها ميزة لمصلحته في محاولته لاستقطاب الناخبين اليمينيين.
أما هي، فقد أحجمت عن الكشف عن توجهها السياسي، وقالت بريجيت ماكرون: "يحسبني الناس على اليمين بسبب نشأتي وتعليمي، لكن لا أحد يعرف". وأضافت أن تعليمها منحها "القوة" و"الصرامة" و"استيعاب أن هناك حدوداً معينة لكل شيء"، لكنه لم يحرمها الحرية أيضاً.
علاقتها مع إيمانويل ماكرون
التقى ماكرون السيدة التي أصبحت زوجته بعد ذلك عندما كانت معلمة في مدرسة خاصة في أميان وكان هو تلميذاً في سن المراهقة. تركت بريجيت زوجها الأول، الذي كان لها منه ثلاثة أطفال، لتتزوج من ماكرون في عام 2007.
كشفت لصحيفة Le Monde أنها لم يراودها قط في ذلك الوقت أن زوجها قد يمتهن السياسة، وكانت تعتقد أنه سيصبح "كاتباً" أو "عازف بيانو". وقالت: "كانت قناعتي أن إيمانويل سيمتهن مهنة لها علاقة بالثقافة"، و"كانت هذه الحياة التي أعددت نفسي لها معه".
لكن ما حدث بعد ذلك، أنه أصبح وزيراً للاقتصاد في حكومة فرانسوا هولاند، الرئيس الاشتراكي السابق، قبل أن يؤسس ماكرون حزبه المحسوب على تيار الوسط ويفوز بمنصب الرئاسة في عام 2017.
تعليقات الفرنسيين "جرحتها وآلمتها"
عادة ما يرافق الحديث عن حياة ماكرون الخاصة سيل من الشتائم والاستهزاء على وسائل التواصل الاجتماعي.
عن ذلك، قالت بريجيت ماكرون: "لا شك في أن الفرنسيين كانوا يفضلون سيدة أولى أصغر سناً. أعلم أننا لسنا زوجين تقليديين، فبيننا 24 سنة من الفارق في العمر. وأنا مدركة أن هذا يمكن أن يكون صادماً لبعض الناس، وأن الناس قد لا يستوعبون ذلك. لكن ما أعجز عن فهمه هو العدوانية".
يُذكر أنه خلال احتجاجات السترات الصفراء ضد ماكرون، قال منتقدون له إنه كان يتودد إلى الأغنياء، وشمل هجاءهم اللاذع لزوجته تشبيهها بملكة فرنسا سيئة السمعة ماري أنطوانيت.
قالت بريجيت ماكرون إن ذلك "جرحها" و"آلمها"، وتساءلت مستنكرة: "ما الذي فعلته قد يولد هذه الفكرة عني؟"، وقالت إنها مثل أسلافها حصلت على ملابس مصممة للمناسبات العامة.
أضافت: "بعض أفراد الشعب الفرنسي لأنهم يرونني على سلالم الإليزيه في ثوب جميل وحذاء جميل، يقولون (إنها منفصلة عن الناس وتعيش في برج عاجي)".
أنشطة عقيلة الرئيس الفرنسي
بينما أشارت Le Monde في إصدارها الأسبوعي إلى أن دور بريجيت ماكرون في العمل الخيري تجاوز الأدوار التقليدية لزوجات الرؤساء الفرنسيين. وقال الصحيفة إن معارضتها لإغلاق المدارس مع تفشي حالات الإصابة بفيروس كورونا في أبريل/نيسان كان لها دور حاسم في قرار ماكرون بإبقاء المدارس مفتوحة.
أوضحت بريجيت ذلك بالقول: "استفحلت الاعتداءات الأسرية على الأطفال أثناء الإغلاق. كان علينا العمل على عدم ترك الأطفال وحدهم خلف الأبواب المغلقة مع عائلاتهم".
كما كشفت الصحيفة الفرنسية أن زوجة الرئيس الفرنسي أجرت أيضاً مقابلات مع مرشحين لاختيار مدير علاقات عامة لزوجها، وهو ادعاء أكدته بدرجةٍ ما؛ إذ قالت: "قبل أن يوظف إيمانويل شخصاً في الدائرة المقربة جداً منه، يطلب مني أن أقابله. لكنني لا أقول له أبداً: (اختر هذا أو لا تختره)".