قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن بلاده تريد نشر نظام إسكندر الصاروخي الروسي ذي القدرة النووية في جنوب وغرب البلاد، وذلك في أحدث تطور على الأزمة المتصاعدة بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي.
رئيس بيلاروسيا قال في مقابلة نشرتها مجلة الدفاع الوطني الروسية إنه يحتاج إلى نظام الصواريخ الباليستية الروسية المتنقلة والتي يصل مداها إلى 500 كيلومتر ويمكنها حمل رؤوس تقليدية أو نووية.
الخطوة التي يدعو لها الرئيس البيلاروسي ليست مستبعدة، فقد اتَّخذت روسيا خطوةً نادرة بإرسال قاذفتين استراتيجيتين بقدرات نووية للقيام بدورية في المجال الجوي لروسيا البيضاء، الأربعاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تعبيراً عن دعمها لحليفتها المقربة التي تخوض مواجهة بخصوص المهاجرين مع الاتحاد الأوروبي.
جاء قرار موسكو بتصعيد الموقف بينما يبحث الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة فرض عقوبات، لمعاقبة روسيا البيضاء على ما يصفه بأزمة مصطنعة، وتنفي مينسك الاتهام.
ويتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا باختلاق أزمة على حدوده من خلال نقل آلاف المهاجرين جواً ودفعهم لعبور الحدود إلى بولندا بطريق "غير مشروع"، فيما يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على مينسك.
تهديد لأوروبا
وسبق أن هدَّد رئيس بيلاروسيا ، ألكسندر لوكاشينكو، الاتحاد الأوروبي بالرد على أي عقوبات جديدة.
إذ قال ألكسندر لوكاشينكو: "ندفّئ أوروبا، ما زالوا يهددوننا بإغلاق الحدود، ماذا إذا أوقفنا تدفق الغاز الطبيعي إلى هناك؟ لذلك أوصي كلاً من القيادة البولندية والليتوانية وغيرهما من الحمقى بالتفكير جيداً قبل التحدث".
من جانبها، دعت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الدول للتهدئة وحل الأزمة التي "لا يمكن قبولها". وقالت: "لا يجب أن يُضطر هؤلاء المئات من الرجال والنساء والأطفال لقضاء ليلة أخرى في طقس شديد البرودة، دون مأوى مناسب وطعام وماء ورعاية طبية".
بينما قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل: "نواجه هجوماً هجيناً وحشياً على حدود الاتحاد الأوروبي، روسيا البيضاء تعمل على استخدام محنة المهاجرين كسلاح بطريقة خبيثة وصادمة".
تحالف بين مينسك وموسكو
من جهته، ينحي رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللائمة على الاتحاد الأوروبي.
إذ يتهم الكرملين أوروبا بعدم الالتزام بالمُثُل الإنسانية الخاصة بها، ومحاولة "خنق" روسيا البيضاء بخطط إغلاق جزء من الحدود. وقالت إنه من غير المقبول أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا البيضاء بسبب الأزمة.
القاذفتان اللتان أرسلتهما روسيا للتحليق فوق مينسك، من طراز توبوليف تو-22 إم 3، قادرتان على حمل قذائف نووية من النوع الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، والمُصمم لتفادي الدفاعات الجوية الغربية المتطورة.
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه يأمل ألا "ينجرّ" الأوروبيون الذين يتحلون بالشعور بالمسؤولية "إلى دوامة خطيرة بشكل واضح".
فيما أبلغت بولندا حلفاءها في حلف الأطلسي بالتطورات، الأربعاء، في بروكسل. وقال مسؤول في الحلف بعد الاجتماع المغلق "قال الحلفاء بوضوح إن روسيا البيضاء تتحمل مسؤولية الأزمة، وإن استخدام نظام لوكاشينكو للمهاجرين كسلاح شيء منافٍ للإنسانية ومخالف للقانون وغير مقبول".
أضاف المسؤول: "الأطلسي على استعداد لتقديم المزيد من المساعدات لحلفائنا، والحفاظ على السلامة والأمن في المنطقة".
بينما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنجيلا ميركل طالبت بوتين بالضغط على مينسك. وقال الكرملين إن بوتين أبلغها بأن على الاتحاد الأوروبي مخاطبة مينسك مباشرة.