لقي 51 سجيناً مصرعهم، وأصيب 3 آخرون، السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في أعمال شغب جديدة وقعت بين العصابات بأحد سجون الإكوادور.
بحسب أنباء تناقلتها وسائل إعلام محلية، فإن أعمال الشعب اندلعت في سجن "بينيتيسياريا ديل ليتورال" بمدينة "غواياكيل" عاصمة مقاطعة "غاياس" الساحلية؛ بسبب الصراع على الزعامة داخل السجن بين أفراد العصابات.
فيما أشارت إلى مقتل 51 سجيناً خلال أعمال الشغب، وإصابة 3 آخرين، بينما لا تزال أصوات الأعيرة النارية والانفجارات تُسمع من داخل السجن.
كما أوضحت وسائل الإعلام المحلية أن السلطات ستعقد مؤتمراً صحفياً بشأن الاحداث في الساعات القادمة.
صراع محتدم على النفوذ
كانت أعمال شغب مماثلة لكن على نطاق أكبر وأشرس، قد اندلعت نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2021؛ بسبب الصراع على الزعامة داخل سجن "ليتورال" بين أفراد العصابات والجرائم المنظمة.
هذا الصراع المحتدم على النفوذ بين العصابات المتناحرة، أسفر حينها عن مقتل 116 سجيناً وإصابة 78 آخرين. وقال مسؤول حكومي إن خمسة أشخاص على الأقل قُطعت رؤوسهم، فيما تعرَّض عدد "كبير" من السجناء للتشويه أو بتر الأعضاء.
يُذكر أن سجن "ليتورال"، الذي يعد حصناً مكتظاً بالسجناء يقع في مدينة غواياكيل ويُحتجز فيه نحو 9 آلاف شخص، يعد أكبر سجون الإكوادور.
مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أوضح أمين مكتب الشكاوى الحكومي بالإكوادور، أن عدد القتلى في سجون البلاد هذا العام بلغ أكثر من 237 شخصاً، وهو أكثر من ضعف مجموع القتلى في عام 2020 بأكمله، والأدهى أن عمليات العنف هذه تتزايد باطراد منذ عام 2018.
فرض حالة الطوارئ
على أثر ذلك، أعلن رئيس الإكوادور، غييرمو لاسو، خلال مؤتمر صحفي، عُقد يوم الأربعاء 29 سبتمبر/أيلول 2021، فرض حالة الطوارئ بسجون البلاد كافة لمدة 60 يوماً، مضيفاً: "من المؤسف أن تتحول السجون إلى حلبة صراع قوى بين العصابات الإجرامية، ومن أولى خطواتنا للتعامل مع هذه الظاهرة إعلان حالة الطوارئ بالسجون في عموم البلاد".
لاسو أشار إلى أنهم سيتضامنون مع أقارب الأسرى؛ لحماية حقوقهم، متابعاً: "تقوم الحكومة باستثمارات كبيرة في البنية التحتية وتكنولوجيا المراقبة، بسبب العنف المتكرر في السجون منذ عدة أشهر، بفضل هذه الخطة، سيتم تعزيز الرقابة داخل السجون"، مؤكداً أن الدولة ستقدم المساعدة لأسر القتلى والمصابين.
من جانب آخر، قال مسؤولون حكوميون حاليون وسابقون إن عمليات القتل التي تشهدها السجون تؤكد الدور المتنامي للإكوادور في تجارة المخدرات الدولية؛ فمع أن البلاد لا تعتبر مركزاً بارزاً لزراعة الكوكا، فإنها تقع بين أكبر منتجَين للكوكايين في العالم: بيرو وكولومبيا.
جدير بالذكر أن البلاد شهدت في 23 يوليو/تموز الماضي، اشتباكات بين عناصر العصابات بسجنين مختلفين، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، وإصابة 35 آخرين.
يشار إلى أن سجون الإكوادور تضم 38 ألف شخص تقريباً ما بين محكوم ومعتقل، وأحياناً ما تنتهي أعمال الشعب التي تشهدها بالتمرد.
حيث أدى اكتظاظ السجون الشديد بالسجناء وحروب النفوذ بين عصابات المخدرات إلى أعمال شغب دامية في السجون على مدى العقود القليلة الماضية بأمريكا اللاتينية، التي تشهد أعلى معدلات سجن بالنسبة إلى عدد السكان في العالم.
كما أن 80 محكوماً قد لقوا حتفهم، من جرّاء نيران اندلعت بسبب تمرد بدأ بشكل متزامن داخل سجون بـ3 مدن في البلاد يوم 24 فبراير/شباط الماضي.