قال مبعوث مستقل للأمم المتحدة إن مسؤولي الحكومة اللبنانية ليس لديهم أي شعور بضرورة التحرك العاجل أو العزم اللازم لتحمّل مسؤولياتهم إزاء أزمة اقتصادية أدت إلى "إفقار شرس" للمواطنين، حسب ما نقلته وكالة رويترز الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
قال أوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، في مقابلة مع رويترز في ختام مهمة استمرت أسبوعين لدراسة الفقر في لبنان: "أنا مندهش جداً من حقيقة أن هذه دولة في طريقها للفشل، إن لم تكن فشلت بالفعل، واحتياجات السكان لم تتم تلبيتها بعد".
كما أضاف المبعوث الأممي: "يعيشون في عالم خيالي… وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لمستقبل البلاد". والتقى دي شوتر خلال زيارته مع مجموعة من كبار المسؤولين، ومن بينهم تسعة وزراء ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان.
بينما لم يعلق مصدر رسمي في مكتب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على تصريحاته، لكنه أشار إلى أن ميقاتي عقد اجتماعاً مثمراً هذا الأسبوع مع مسؤول آخر في الأمم المتحدة وهو المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي.
خسارة هائلة للثروة في لبنان
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان البلاد الذين كانوا ينتمون في السابق للطبقة المتوسطة أصبحوا يعانون الآن من الفقر الذي زادت حدته في خضم أزمة اقتصادية ناجمة عن تراكم الفساد وسوء الإدارة طيلة عقود.
كما فرضت البنوك قيوداً غير رسمية على عمليات السحب وفقدت العملة أكثر من 90% من قيمتها منذ عام 2019 فيما وصفه البنك الدولي بأنه "كساد متعمد" وواحد من أسوأ الانهيارات المالية في العالم منذ عام 1850.
إذ قال دي شوتر: "هذه خسارة هائلة للثروة… تكاد تكون غير مسبوقة"، وأشار إلى أن الخسائر في القطاع المصرفي اللبناني التي جرى تقديرها في خطة الحكومة لعام 2020 بحوالي 83 مليار دولار يجب أن يتحملها المساهمون في البنوك وكبار المودعين، وليس المواطنين العاديين.
إصلاحات عاجلة ضرورية
عرضت دول غربية مد يد المساعدة مقابل إصلاحات، لكن لبنان ظل بلا حكومة ثابتة لمدة 13 شهراً في أعقاب انفجار بيروت الدامي في أغسطس/آب 2020، كما لم تجتمع الحكومة الجديدة التي تشكلت في سبتمبر/أيلول على مدى شهر وسط خلاف سياسي.
قال دي شوتر إنه سيوصي بدخول برامج الحماية الاجتماعية حيز التنفيذ الفوري بعد تعليقها لأشهر وكذلك بزيادة الحد الأدنى للأجور وبضريبة على الثروة لمكافحة معدلات انعدام المساواة التي تعد من بين الأعلى في العالم. وسيُنشر تقريره النهائي في أوائل عام 2022.
كما أضاف دي شوتر إن البابا يوحنا بولس الثاني أشار ذات مرة إلى لبنان باعتباره "رسالة" للتعايش الطائفي، إلا أنه أصبح "جرس إنذار للعالم" حول تبعات "تحالف بالغ الضرر بين رجال الأعمال فاحشي الثراء والنخب السياسية".