وزراء حزب الله لن يعودوا لجلسات الحكومة.. رفض مقترحات الجامعة العربية لـ”إنهاء” الأزمة مع السعودية

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/08 الساعة 17:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/08 الساعة 17:17 بتوقيت غرينتش
حزب الله (رويترز)

كشفت قناة "الميادين" اللبنانية، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، التقى مسؤولين بجماعة حزب الله، وعرض أن يعود الوزراء المقربون من الحزب وحركة أمل إلى اجتماعات الحكومة، لكن الحزب رفض المقترح.

فيما أضافت القناة المقربة من حزب الله، أن الحزب رفض مقترح "زكي"، قائلاً إن "مقاطعة الحكومة بالمبدأ مرتبطة بقضية القاضي البيطار"، المسؤول عن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

بحسب "الميادين"، طرح "زكي" أن يصوّت الوزراء المحسوبون على حزب الله وحركة أمل ضد إقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الذي أثارت تصريحاته الأخيرة بشأن حرب اليمن أزمة دبلوماسية عاصفة مع دول خليجية.

في حين أكدت قناة الميادين، نقلاً عن مصادر حكومية لبنانية لم تسمها، أن تلميحات سعودية وصلت إلى بيروت ببدء ترحيل جزئي للبنانيين من أراضيها، وذلك في حال فشلت مهمة حسام زكي.

المصادر ذاتها أشارت إلى رفض "زكي" تقديم ضمانات لتراجع الرياض عن خطواتها حيال لبنان بعد استقالة قرداحي، موضحةً أن الأمين العام المساعد للجامعة العربية طلب إقالة قرداحي كمدخل للحل مع السعودية.

محاولات احتواء الأزمة

في وقت سابق من يوم الإثنين، وصل زكي إلى لبنان، بهدف إجراء محادثات بهدف تقريب وجهات النظر وحلّ الأزمة بين بيروت والرياض، والتقى زعماء لبنانيين من بينهم الرئيس، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، وآخرون.

عقب لقاء رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، رأى زكي، في تصريح صحفي، أنه لو تقدّم قرداحي باستقالته لكان يمكن أن ينزع فتيل الأزمة من البداية بين بيروت ومعظم دول الخليج، ولكن استمرت الأمور بالشكل الذي استمرت به، مضيفاً: "سنقيّم الموقف عقب العودة إلى القاهرة (مقر الجامعة العربية)، وسنقرر حينها الخطوة المقبلة، في سبيل حل الأزمة الدبلوماسية".

كذلك أضاف أنه يجب ألا يجري التعامل مع هذه المسألة "باستخفاف"، مشيراً إلى وجود "ثقب في الجدار يمكننا العبور منه".

فيما وصف زكي لقاءه مع عون بأنه كان "صريحاً وإيجابياً"، وأنه وجد مدخلاً لحل الأزمة، لكنه أضاف أن "المسألة ليست بسيطة".

بدوره، أعلن الرئيس ميشال عون ترحيبه بأي مبادرة للجامعة العربية لإعادة العلاقات مع السعودية.

تصريحات قرداحي

كان قرداحي قد قال في مقابلة متلفزة، سُجلت في أغسطس/آب وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضيين، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، وذلك قبل تعيينه وزيراً في سبتمبر/أيلول الماضي.

تلك التصريحات أثارت أزمة دبلوماسية عاصفة بين دول خليجية ولبنان، وسط مساعٍ ومحاولة للوساطة من أجل إنهاء تلك الأزمة.

فخلال الأيام الماضية، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن سحب سفرائها من بيروت؛ احتجاجاً على تصريحات قرداحي بشأن الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.

بينما يرى وزير الإعلام اللبناني أن حديثه لم يحمل إساءة لأي دولة؛ لذلك يرفض "الاعتذار" أو "الاستقالة"، في حين جدد رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الخميس، دعوته قرداحي إلى اتخاذ موقف "يحفظ مصلحة لبنان". وهو ما اعتُبر دعوة إلى الاستقالة.

تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات بين حين وآخر، أحدثها في مايو/أيار الماضي، عقب تصريحات لوزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، قال فيها إن "دول الخليج دعمت صعود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".

جدير بالذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ عام 2015، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

تحميل المزيد