كشفت صحيفة The Washington Post الأمريكية، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن قوات الاحتلال اعتمدت على مدار العامين الماضيين، تقنية جديدة للتعرف على وجوه الفلسطينيين، وذلك عبر شبكة من الكاميرات والهواتف الذكية.
التقنية الجديدة كشف عنها جنود إسرائيليون سابقون، في مقابلات مع منظمة كسر الصمت "Breaking the Silence" الإسرائيلية الحقوقية.
برنامج تتبُّع وجوه
بحسب الشهادات، فإن إجراءات الجيش الإسرائيلي شملت مراقبة واسعة النطاق للفلسطينيين في الضفة الغربية عن طريق دمج تقنية التعرف على الوجه مع شبكة كاميرات وهواتف ذكية، تحت اسم Blue Wolf.
تتضمن مبادرة المراقبة تقنية هواتف ذكية تلتقط صوراً لوجوه الفلسطينيين وتقارنها بقاعدة صور ضخمة لدرجة أن أحد الجنود السابقين وصفها بأنها "فيسبوك الفلسطينيين" السري لدى الجيش.
التطبيق الذي يستخدمه الجنود عبر الهواتف الذكية يومض بألوان مختلفة؛ لتنبيه الجنود إلى احتجاز الشخص أو إلقاء القبض عليه أو تركه بسلام.
تقول الشهادات إن بناء قاعدة البيانات التي يعتمد عليها Blue Wolf استغرق عامين، تَنافس خلالهما الجنود في تصوير الفلسطينيين، وضمنهم الأطفال وكبار السن، وذلك في مسابقات أعلنتها الوحدة المسؤولة عن التطبيق لمن يجمع أكبر عدد من الصور.
كاميرات مسح ضوئي
في السياق نفسه، ركّب الجيش الإسرائيلي كاميرات مسح ضوئي للوجوه بمدينة الخليل؛ لمساعدة الجنود عند نقاط التفتيش في التعرف على الفلسطينيين حتى قبل إبراز بطاقات هوياتهم.
بحسب الشهادات، توفر شبكة أوسع من كاميرات المراقبة، يطلق عليها "مدينة الخليل الذكية"، مراقبة حية لسكان المدينة، ويمكنها، وفقاً لجندي سابق، الوصول إلى داخل المنازل الخاصة في بعض الأحيان.
من جانبه، قال الجيش في تصريح للصحيفة الأمريكية، إن هذه الجهود تعزز قدرته على حماية أمن إسرائيل.
حيث قال الجيش رداً على أسئلة عن برنامج المراقبة، إن "العمليات الأمنية الروتينية جزء من مكافحة الإرهاب والجهود المبذولة لتحسين نوعية الحياة للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية".