في تطور جديد للصراع الدائر في إثيوبيا، قالت وكالة رويترز الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني، إن تسع فصائل مناهضة للحكومة في إثيوبيا ستشكل تحالفاً الجمعة، مع تصاعد الضغط على رئيس الوزراء أبي أحمد وزحف قوات المتمردين نحو العاصمة أديس أبابا.
يأتي ذلك بعد أن أعلن متمردون في إثيوبيا، الأربعاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني، أنهم يتوقعون الاستيلاء على العاصمة أديس أبابا خلال أشهر أو أقل، في حين توعَّد رئيس وزراء البلاد، أبي أحمد، بالتصدي لأعداء الحكومة و"دفنهم".
تحالف "المتمردين" في إثيوبيا
إذ أكد جيش تحرير أورومو وحركة أجاو الديمقراطية لرويترز صحة الإعلان. وهناك عدد من الجماعات لديها مقاتلون مسلحون، لكن ليس من الواضح إن كانت جميعها كذلك.
بشأن التحالف الجديد المناهض للحكومة أشارت بيلين سيوم المتحدثة باسم أبي إلى تعليق نشرته على موقع تويتر الذي تدافع فيه عن حكم أبي منذ توليه السلطة في 2018 عقب موجة احتجاجات مناهضة للحكومة. وأعيد انتخاب حزبه في يونيو/حزيران.
تقول سيوم في المنشور: "أتاح فتح المجال السياسي قبل ثلاثة أعوام فرصة كبيرة للمتنافسين لتسوية خلافاتهم عبر صندوق الانتخابات في يونيو 2021". ولم تشر إلى التحالف بشكل مباشر.
كما لم يرد متحدثون باسم الحكومة ووزارة الخارجية على طلبات للتعقيب بشأن التحالف.
آبي أحمد يتوعَّد
قبل ذلك، اتهم أبي أحمد تحالف المتمردين بتحويل إثيوبيا إلى ما يشبه ليبيا أو سوريا. وقال: "يريدون تدمير دولة وليس بناءها"، داعياً الإثيوبيين إلى الوحدة، متوعداً أعداء الحكومة، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أضاف رئيس الوزراء في كلمة ألقاها خلال فعالية في مقر للجيش بأديس أبابا: "الحفرة التي تم حفرها ستكون عميقة جداً، وستكون حيث يدفن الأعداء وليس حيث تتفكك إثيوبيا (…) سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا وسنعلي مجد إثيوبيا من جديد".
تتيح حالة الطوارئ التي صادق عليها البرلمان، إمكانية تجنيد السلطات "أي مواطن في سن القتال ويملك سلاحاً"، أو تعليق وسائل الإعلام التي يشتبه في أنها "تقدم دعماً معنوياً مباشراً أو غير مباشر" لجبهة تحرير شعب "تيغراي"، بحسب ما أوردت وسيلة الإعلام الرسمية "فانا برودكاستينغ كوربوريت".
بدوره، وصف الناطق باسم جبهة "تحرير تيغراي"، غيتاشو رضا، هذه الإجراءات بأنها "تفويض مطلق لسجن أو قتل عناصر جبهة تيغراي". وكتب على تويتر: "فيما أصبح النظام على وشك الانهيار، يطلق أبي ومساعدوه أجواء رعب وانتقام".
قوات تيغراي تواصل تقدمها
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي جيتاتشيو رضا، في وقت سابق هذا الأسبوع، إن قوات تيغراي سيطرت على بلدة بوركا في إقليم أمهرة المجاور. وإلى الآن لم يرد متحدثون باسم الحكومة والجيش الإثيوبي وحكومة إقليم أمهرة على طلبات للتعليق.
بينما قال جيتاتشيو، إن قوات تيغراي سيطرت على بلدتي ديسي وكومبولتشا. وخالف متحدث باسم الحكومة الاتحادية ما جاء في تصريحات المتحدث باسم قوات تيغراي، لكنه أصدر بياناً في وقت لاحق، قال فيه إن "متسللين" قتلوا مائة شاب في كومبولتشا.
بينما قالت قوات تيغراي إنها انضمت إلى مقاتلين من قوات في إقليم أورومو يقاتلون الحكومة المركزية أيضاً. والأورمو هم أكبر مجموعة عِرقية في إثيوبيا. وكثير من زعمائهم السياسيين في السجون.
فيما تسبب الصراع في معاناة نحو 400 ألف شخص في تيغراي من المجاعة كما أودى بحياة آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليونين ونصف المليون على النزوح عن ديارهم.