نشرت وسائل الإعلام الأسترالية، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، رسائل مسربة متبادلة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، وذلك في إطار رد كانبيرا على اتهامات باريس لها بأنها كذبت عليها في قضية غواصات أشعلت أزمة دبلوماسية بين البلدين.
كانت أستراليا قد ألغت في سبتمبر/أيلول 2021 صفقة غواصات مع مجموعة نافال الفرنسية، واختارت بدلاً منها بناء ما لا يقل عن 12 غواصة تعمل بالطاقة النووية، بعد إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان قد اتهم رئيس وزراء أسترالياً بأنه كذب عليه بشأن المفاوضات السرية بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة حول اتفاقية دفاعية، أدت إلى نسف صفقة أستراليا مع فرنسا.
فعلى هامش اجتماع مجموعة العشرين في روما، سأل صحفي أسترالي ماكرون: "هل تعتقدون أن سكوت موريسون كذب عليكم؟"، فردّ الرئيس الفرنسي: "أنا لا أعتقد.. أنا أعلم" ذلك.
فرنسا قالت أيضاً إن أستراليا لم تحاول إبلاغها بإلغاء الصفقة حتى اليوم الذي أعلنت فيه كانبيرا اتفاقها مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
إلا أن مصدراً مطلعاً على الرسائل المسربة، قال في تصريح لوكالة رويترز، إنه عندما حاول موريسون ترتيب مكالمة مع ماكرون عن عقد الغواصات في 14 سبتمبر/أيلول، أي قبل يومين من إعلان الاتفاق مع واشنطن ولندن، رد ماكرون برسالة جاء فيها: "هل أتوقع أخباراً سارة أم محزنة عن طموحاتنا المشتركة في موضوع الغواصات؟".
موقع The Daily Telegraph الأسترالي الذي نشر صورة لرسالة ماكرون، رأى أن الرسالة تدحض اتهامات ماكرون، وقال إنها دليل على أن ماكرون كان يعلم منذ فترة طويلة أن صفقة الغواصات كانت في مأزق.
موريسون كان قد تحدّث في مؤتمر إعلامي يوم الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021 في روما، عن أنه لم يكذب وأنه سبق أن أوضح لماكرون أن الغواصات التقليدية لن تلبي احتياجات أستراليا.
كان إلغاء أستراليا لصفقة الغواصات التي بلغت قيمتها 90 مليار دولار، قد تسبب بأزمة في العلاقات بين واشنطن وباريس، قبل أن تظهر مؤشرات على بدء إزالة التوترات.
فمن جهته، أقرّ الرئيس الأمريكي جو بايدن بالذنب، معترفاً بتصرف الولايات المتحدة "بشكل أخرق" في قضية الغواصات، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
لم يألُ بايدن جهداً حيال ماكرون الذي استقبله في فيلا بونابرت، مقرّ السفارة الفرنسيّة في الفاتيكان، مع مصافحات متكرّرة وبسمات عريضة وتشديد على "مودّته الكبيرة" لفرنسا "أقدم حليف للولايات المتحدة".
بايدن قال إن "ما قمنا به لم يكن ملائماً ولم يكن على قدر كبير من اللياقة"، وذلك في أوضح إقرار أمريكي بالندم بشأن إعلان شراكة دفاعيّة مع أستراليا والمملكة المتحدة فاجأ فرنسا.
بدوره، قال ماكرون: "أوضحنا ما ينبغي توضيحه" بشأن هذا التحالف في المحيطين الهادئ والهندي الذي كلّف فرنسا عقداً ضخماً لبيع أستراليا غوّاصات متطوّرة.
أضاف الرئيس الفرنسي: "ينبغي الآن التطلّع إلى المستقبل" الذي يشتمل على قرارات مشتركة "ملموسة جداً تدعم التحرّكات والمبادرات المشتركة" حول المناخ والدفاع والابتكار.